responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 363

التمامية رفع العلل التمامية، فإن من جوز أن وراء كل تمام تماما فقد أبطل فعل العقل؛ فإنه من البيّن بنفسه أن العاقل إنما يفعل ما يفعل بالعقل لأنه يؤم مقصودا و غاية، حتى أنه إذا كان فاعل ما منا يفعل فعلا و ليس له غاية عقلية قيل إنه يعبث و يجازف و يفعل لا بما هو ذو عقل و لكن بما هو حيوان، و إذا كان هذا هكذا فيجب أن تكون الأمور التى يفعلها العاقل بما هو عاقل محدودة تفيد غايات مقصودة لأنفسها، و إذا كان الفعل العقلى لا يكون إلّا محدود الغاية و ليس ذلك للفعل العقلى من جهة ما هو فعل عقلى، بل من جهة ما هو فعل يؤمّ به الفاعل الغاية، فهو إذن كذلك من جهة ما هو ذو غاية، فإذن كونه ذا غاية يمنع أن يكون لكل غاية غاية، فظاهر أنه لا يصح قول القائل: إن كل غاية وراءها غاية. و أما الأفعال الطبيعية و الحيوانية فقد علم أيضا فى مواضع أخرى أنها لغايات.

و أما العلة الصورية للشى‌ء فيفهم عن قريب تناهيها بما قيل فى المنطق، و بما علم من تناهى الأجزاء الموجودة للشى‌ء بالفعل على ترتيب طبيعى، و أن الصورة التامة للشى‌ء واحدة، و أن الكثير يقع فيها على نحو العموم و الخصوص، و أن العموم و الخصوص يقتضى الترتيب الطبيعى، و ماله ترتيب طبيعى فقد علم تناهيه، و فى تأمل هذا القدر كفاية و غنية عن التطويل.

و نبتدئ فنقول: إذا قلنا مبدأ أول فاعلى، بل مبدأ أول مطلقا فيجب أن يكون واحدا. و أما إذا قلنا علة أولى عنصرية و علة أولى صورية و غير ذلك لم يجب أن تكون واحدة وجوب ذلك فى واجب الوجود، لأنه لا تكون و لا واحد منها علة أولى مطلقا، لأن واجب الوجود واحد و هو فى طبقة المبدأ الفاعلى، فيكون الواحد الواجب الوجود هو أيضا مبدأ و علة لتلك الأوائل.

اسم الکتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 363
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست