المذكور الذى ذلك للعقل وحده. فإن التحصيل ليس بغيره بل يحققه.
فهكذا يجب أن يعقل التوحيد الذى من الجنس و الفصل. و إنه و إن كان [1] مختلفا و كان بعض الأنواع فيها تركيب
فى طبائعها و تنبعث فصولها من صورها و أجناسها من المواد التى لصورها، و إن لم يكن
لا أجناسها و لا فصولها موادها و صورها من حيث هى مواد و صور، و بعضها [2] ليس فيها تركيب فى طبائعها بل إن كان
فيها تركيب فهو على النحو [3] الذى قلنا [4]،
و انما يكون أحد الشيئين منهما فى كل نوع غير الآخر، لأنه قد أخذ مرة لا بحالة من
التحصيل، بل على أنه بالقوة محصل، و أخذ مرة و هو محصل بالفعل. و هذه القوة له ليس
بحسب الوجود بل بحسب الذهن. فإنه ليس له فى الوجود حصول طبيعة جنسية هى بعد بالقوة
محصلة نوعا، و سواء كان النوع له تركيب [5] فى الطبائع أو لم يكن [6].
و الجنس و الفصل فى الحد أيضا من حيث كل واحد منهما هو جزء للحد من
حيث هو حد، فإنه لا يحمل على الحد و لا الحد يحمل عليه. فإنه لا يقال للحد أنه جنس
فقط و لا فصل و لا بالعكس، فلا يقال فى حدّ الحيوان إنه جسم و لا أنه ذو حس و لا
بالعكس. و أما من حيث الأجناس و الفصول طبائع تنعت طبيعة على ما علمت فإنها تحمل
على المحدود.