بمجرد جوهر ذى طول و عرض و عمق فقط
[1]. و أما هذا الثانى فإنه محمول على كل مجتمع من مادة، و صورة واحدة
كانت أو ألفا، و فيها الأقطار الثلاثة، فهو إذن محمول على المجتمع من الجسمية التى
كالمادة و من النفس، لأن جملة ذلك جوهر و إن اجتمع من معان كثيرة. فإن تلك الجملة
موجودة لا فى موضوع، و تلك الجملة جسم لأنها جوهر، و هو جوهر له طول و عرض و عمق.
و كذلك فإن الحيوان إذا أخذ حيوانا بشرط أن لا يكون فى حيوانيته إلّا
جسمية و تغذ و حس، و أن يكون ما بعد ذلك خارجا عنه فربما كان لا يبعد أن يكون مادة
للإنسان أو موضوعا و صورته النفس الناطقة.
و إن أخذ بشرط أن يكون جسما بالمعنى الذى يكون به الجسم جنسا، و فى
معانى ذلك الجسم على سبيل تجويز الحسّ و غير ذلك من الصور، و لو كان النطق أو فصل
يقابل النطق غير متعرض لرفع شىء منها أو وضعه، بل مجوزا وجود أىّ ذلك كان فى
هويته، و لكن هناك معها بالضرورة [2] قوة تعذية و حس و حركة ضرورة و لا ضرورة فى أن لا يكون غيرها أو
يكون، كان حيوانا بمعنى الجنس.
و كذلك فافهم الحال فى الحساس و الناطق، فإن أخذ الحساس جسما أو شيئا
له حس بشرط أن لا يكون زيادة أخرى لم يكن فصلا و إن كان جزءا من الإنسان. و كذلك
فإن الحيوان غير محمول عليه و إن أخذ جسما أو شيئا مجوزا له و فيه و معه، أىّ
الصور و الشرائط كانت بعد أن يكون فيها حس كان
[2] - أي بالبداهة. و قوله: «ضرورة» قيد لما قبلها. و قوله: «و لا
ضرورة في أن يكون» جملة أخرى، فلا تغفل. و قوله: «كان حيوانا بمعنى الجنس» جواب «و
إن أخذ».