و هذه الصورة و إن كانت بالقياس إلى الأشخاص كلية، فهى بالقياس إلى
النفس الجزئية التى انطبعت فيها شخصية، و هى واحدة من الصور التى فى العقل. و لأن
الأنفس الشخصية كثيرة بالعدد، فيجوز إذن أن تكون هذه الصورة الكلية كثيرة بالعدد
من الجهة التى هى بها شخصية، و يكون لها معقول كلى آخر هو بالقياس إليها مثلها
بالقياس إلى خارج، و يتميز فى النفس عن هذه الصورة التى هى كلية بالقياس إلى خارج
بأن تكون مقولة عليها و على غيرها. و سنعيد الكلام فى هذا عن قريب بعبارة أخرى.
فالأمور العامة من جهة موجودة من خارج، و من جهة ليست. أما شىء [1] واحد بعينه بالعدد محمول على كثير،
يكون هو محمولا على هذا الشخص بأن ذلك الشخص هو، و على شخص آخر كذلك، فامتناعه
بيّن، سنزداد بيانا. بل الأمور العامة، من جهة ما هى عامة بالفعل، موجودة فى العقل
فقط.
[1] - أي ربّ النوع و يقال له: المثال ايضا و هو المثال المفارق
النورى. و قد كان أفلاطون الإلهى شديد العناية باثبات المثل النورية. و لنا رسالة
منفردة فى تسديد رأيه الصائب الثاقب.