responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 207

حيوانا مقولا على كثيرين بأن يكون كل واحد من الكثيرين هو هو. و أما المباين الذى ليس محمولا على هؤلاء إذ ليس شى‌ء منها هو هو، فلا حاجة بنا إليه فيما نحن بسبيله.

فالحيوان مأخوذا بعوارضه هو الشى‌ء الطبيعى، و المأخوذ بذاته هو الطبيعة التى يقال إن وجودها أقدم من الوجود الطبيعى تقدم البسيط على المركب، و هو الذى يخص وجوده بأنه الوجود الإلهى‌ [1] لأن سبب وجوده بما هو حيوان عناية اللّه تعالى. و أما كونه مع مادة و عوارض و هذا الشخص و إن كان بعناية اللّه تعالى فهو بسبب الطبيعة الجزئية، فكما أن للحيوان فى الوجود أنحاء فوق واحدة، كذلك له فى العقل. فإن فى العقل صورة الحيوان المجرد على النحو الذى ذكرناه من التجريد، و هو بهذا الوجه يسمى صورة عقلية؛ و فى العقل أيضا صورة الحيوان من جهة ما يطابق فى العقل بحد واحد بعينه أعيانا كثيرة، فتكون الصورة الواحدة مضافة عند العقل إلى كثرة، و هو بهذا الاعتبار كلى، و هو معنى واحد فى العقل لا تختلف نسبته إلى أى واحد أخذته من الحيوانات، أى أى واحد منها أحضرت صورته فى الخيال بحال، ثم انتزع العقل مجرد معناه عن العوارض و حصل فى العقل هذه الصورة بعينها، و كانت هذه الصورة هى ما يحصل عن تجريد الحيوانية عن أىّ خيال شخصى مأخوذ عن موجود من خارج أو جار مجرى الموجود من خارج و إن لم يوجد هو بعينه من‌


[1] - الوجود الإلهي هذا فى قبال الوجود الإلهي الذي كان للمثل النورية المفارقة، و غرض الشيخ أنّ الوجود الإلهي هو هذه الطبيعة المطلقة التي سبب وجودها عناية الله، لا الذي يقول به أفلاطون.

اسم الکتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست