responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإشارات و التنبيهات المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 115

وهم و تنبيه [في إبطال مذهب القائلين بأن اختلاف الحركات لأجل نفع السافل‌]

ذهب قوم إلى أن المتشبه به واحد فقط، و أن الحركات كان يجوز فيها أن تكون متشابهة؛ و لكنها لما كان سواء لها أن تتحرك إلى أي جهة اتفقت فينال الغرض بالحركة ثم كان يمكن لها أن تطلب الحركة على هيئة نفاعة لما تحته و إن لم تكن الحركة في أصلها لذلك جمعت بين الحركة لما استدعى منها الحركة من الغرض، و بين جعلها على هيئة نفاعة. و نحن نقول: لو جاز أن يتوخى بهيئة الحركة نفع السافل لجاز أن تتوخى بالحركة ذلك. أيضا و كان لقائل أن يقول: لما كان لها أن تتحرك، و أن تسكن سواء لديها الأمران مثل جهتي الحركتين. ثم كان أن تتحرك أنفع للسافل اختارته؛ بل إذا كان الأصل هو أنها لا تعمل لأجل السافل؛ بل إنما تطلب شيئا عاليا فيتبعه نفع فيجب أن تكون هيئة الحركة كذلك.

و إذا كان كذلك وقع الاختلاف هاهنا بسبب متقدم على ما يتبع الاختلاف من النفع. فإذن المتشبه بها أمور مختلفة بالعدد و إن جاز أن يكون المتشبه به الأول واحدا و لأجله تشابهت الحركات في أنها دورية

زيادة تبصرة [في بيان أن قصور قوى البشر عن تصور ماهيات ما هو أقرب‌]

الآن ليس لك أن تكلف نفسك إصابة كنه هذا التشبه بعد أن تعرفه بالجملة.

فإن قوى البشر و هم في عالم الغربة قاصرة عن اكتناه ما دون هذا. فكيف هذا. و جوز أنه إذا كان المحرك يزيد تشبيها ينال منه على التجدد أمر أن يعرض منه في بدنه انفعال يليق بذلك التشبه من طلب الدوام كما تعرض في بدنك من انفعالات تتبع انفعال نفسك. و أنت إذا طلبت الحق بالمجاهد فيه فربما لاح لك سر واضح خفي. فاجتهد و اعلم أنه كيف يمكن ذلك، و أنها تكون هيئة تشبه الخيالات لا عقلية صرفة و إن كانت خيالات عن عقلية صرفة بحسب استعداد تلك القوى الجسمانية و أنت عند تلويح المعقولات في نفسك تصيب محاكاة لها من خيالك بحسب استعدادك و ربما تأدت إلى حركات من بدنك ثم إن‌

اسم الکتاب : الإشارات و التنبيهات المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست