اسم الکتاب : إتمام المسافر في مشاهد الائمة« عليهم السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 114
مفاد هذه الآية الكريمة، وأنّ أمره تعالى للاتّخاذ تشعير منه تعالى نظير تشعير المسجد الحرام، فليس هو عنوان المسجديّة فقط، بل هو تشعير لمشعر إلهي، كما أنّ متعلّق الاتّخاذ لأن يكون مصلّى- أي محلًا للصلاةوبقيّة العبادات- وهو عنوان آخر قريب لعنوان المسجديّة والمشعر الإلهي، كما أنّ التعبير ب-- (المقام) يراد به التعظيم والتقديس، وهو عنوان آخر لتشعير المشعر.
مضافاً إلى دلالة الآية على تقديسه وتعظيمه نظير مفاد الآية السابقة فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ أي تقدّس وتعظّم، ونظيره فى الآية الثانية التعبير ب-- (المقام) فإن هذا اللفظ للتعظيم والتفخيم ونظير قوله تعالى: وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ عنوان (المصلّى).
ثمّ إضافة المقام إلى إبراهيم نموذج وعنوان لكلّ مشهد وبيت ومقام ومكان يضاف إلى الأنبياء والأوصياء، لاسيّما من يعلو النبيّ إبراهيم في الفضيلة، كما قال تعالى: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ[1]، وقوله: وَ لَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ[2].
فمقامات النبيّ ومشاهده أحرى بالتعظيم والتفخيم وباتّخاذها محلًّا لعبادة الله والصلاة من مقام إبراهيم، ومن ثمّ ورد في روايات المقامكما