responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 98

عزوجل تأوّلها أبو عبد اللَّه عليه السلام فقال له الفيض: جعلني اللَّه فداك، ما هذا الاختلاف الذي بين شيعتكم قال:

وأيّ الاختلاف يا فيض؟

فقال له الفيض: إنّي لأجلس في حلقهم بالكوفة فأكاد أن أشكّ في اختلافهم في حديثهم حتّى أرجع إلى المفضل بن عمر فيوقفوني من ذلك على ما تستريح إليه نفسي ويطمئن إليه قلبي فقال أبو عبد اللَّه عليه السلام:

أجل هو كما ذكرت يا فيض إنّ الناس أولعوا بالكذب علينا- إلى أن قال عليه السلام:- فإذا أردت بحديثنا فعليك بهذا الجالس وأومأ إلى رجل من أصحابه فسألت أصحابه عنه فقالوا: زرارة بن أعين [1].

فإنّ هذا الحديث أيضاً يشير بوضوح إلى أنّ الراوي لما أشكل عليه اختلاف الحديث حتى أدّى به ذلك إلى الشك- مما يدلّ على توسط بصيرته ومعرفته- لم يرجعه الإمام إلى المفضل بن عمر وإنّما أرجعه إلى زرارة حيث إنّه بالتمسك بواضح الأحكام وظاهر الشريعة من الحلال والحرام يؤمن من التحيّر والوقوع في الزيغ والانحراف.

4- و مما يعكس أيضاً اختلاف رواة الفروع عن رواة المعارف ما رواه علي بن أسباط قال: أخبرني عبيد اللَّه بن راشد، عن عبيدة بن زرارة قال: دخلت على أبي عبد اللَّه عليه السلام وعنده البقباق- يعني أبا العباس- فقلت له: رجل أحبّ بني أميّة أهو معهم؟ فقال لي: نعم، قال: قلت: فرجل أحبّكم أهو معكم؟ قال: فقال لي:

نعم

، قال: قلت: وإن زنى وإن سرق؟ فالتفت إلى البقباق فوجد منه غفلة، فقال برأسه:

نعم [2].

ويلاحظ أنّ الفضل بن عبد الملك أبا العباس البقباق رغم جلالته ووثاقته- وقد عدّه الشيخ المفيد من الفقهاء الأعلام والمأخوذ منهم الحلال والحرام- إلّاأنّه لم يتمرّس في المعارف ولم يجمع بين الفقاهة وعلوّ المعارف العقائديّة كعبيد بن


[1] . الكشي/ ح 216.

[2] . الأصول الستة عشر- كتاب نوادر علي بن أسباط/ 344/ ح 574.

اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست