responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 291

وبنان البراءة من الخلفاء جهاراً. فإنهما أشاعا في تلك الأوساط مخالفة العترة الطاهرة لخلافة السقيفة ومن أجل هذا عقّب عليه السلام كلامه بذمّهما من دون أن يسبق ذكر لهما في كلام السائل حيث كان ذلك معروفاً ومرتكزاً لديهم من أنّ المغيرة وبنان هما اللذان نشرا على أهل البيت تبريهم من الخلفاء ومخالفتهم لهم.

ومن هنا يعلم أنّ تكذيب الإمام عليه السلام إياهما هنا وفي سائر الموارد ليس بمعناه الذي قد ينسبق إلى الذهن من أنهما نسبا إلى الإمام ما لم يقله، بل يحمل على المعاني الأخر للكذب الذي أوضحناه والتي منها إذاعة الأسرار بملاحظة أنّ هذه الإذاعة فعل باطل وغير صائب؛ أو بمعنى أنّهم عليهم السلام لم يلتزموا بنشر هذه المعارف، وهم بإذاعتهم عنهم للأسرار ينسبون لهم التزاماً بالتزام الأئمة عليهم السلام بنشرها وتأييدهم لذلك فيكذّبون على الأئمة عليهم السلام في هذا المدلول الالتزامي.

بل يمكن حملها على وجوه أخر كالتقيّة وغيرها، كما فعلوا ذلك في أمثال زرارة صوناً لهم عن الأعداء، و ذلك بملاحظة أنّ تبيين موقف الأئمة عليهم السلام تجاه غاصبي الخلافة أمر هام لابدّ منه لدى شيعتهم ولابد من معرفتهم هذه الحقائق وتوعيتهم بأنّ أهل البيت مخالفون لمسار الخلافة.

وكان لمثل المغيرة وبنان نصيباً كبيراً في القيام بهذا الدور المهم.

ثم إنّ كثير النوّال المذكور في شرح نهج البلاغة هو كثير النوّاء وهو زيدي بتري كوفي عامي كما ذكره الشيخ في رجاله [1]، والرجل كان ينهج منهج البترية، وهي ظاهرة ومنهجية تكررت في التاريخ وتتكرر، وهي تعتمد على التلفيق والمزيج من المشارب المختلفة، وكان منحرفاً عن أهل البيت عليهم السلام، وكان يتحامل عليهم عليهم السلام ويصادمهم، كما روى الكشي عن أبي بكر الحضرمي قال: قال أبو عبد اللَّه عليه السلام:

اللهم إنّي إليك من كثير النوا أبرأ في الدنيا والآخرة.


[1] . وقد روى في المستطرفات لابن إدريس عن أبان أنه سأل عنه في الكوفة فوجد أنه ولد لغية.

اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 291
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست