responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 290

المؤاخذة الثانية: تركهم التقية وإفراطهم في الجهار بالبراءة من الخلفاء

ففي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد يروي عن كثير النوال [1] قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي عليه السلام: جعلني اللَّه فداك أرأيت أبا بكر وعمر هل ظلماكم من حقّكم شيئاً- أو قال: ذهبا من حقّكم بشيء-؟ فقال:

لا والذي أنزل القرآن على عبده ليكون للعالمين نذيراً ما ظُلمنا من حقنا مثقال حبّة من خردل

قلت: جعلت فداك أفأتولّاهما؟ قال:

نعم ويحك تولّهما في الدنيا والآخرة وما أصابك ففي عنقي

ثم قال:

فعل اللَّه بالمغيرة وبنان فإنّهما كذبا علينا أهل البيت [2].

أقول: فإنّ الإمام عليه السلام- في هذه الرواية- ورّى في كلامه بحيث لا يفهمه السائل فنفى عنهم عليهم السلام الظلم بصيغة المجهول، والمراد أنّ أبا بكر وعمر وغيرهما لا يستطيعون أن ينفوهم عن مقامهم الملكوتي وإمامتهم الإلهية مثقال حبّة من خردل، فكما أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم نذير للعالمين فكل من العترة إمام ووليّ وخليفة على العالمين ولا يضرّهم بذلك كيد المشركين والمنافقين.

ثم أجاب الإمام عليه السلام ثانياً بقوله:

تولّهما

والمراد منه التولّي والإدبار عنهما في الدنيا والآخرة.

ثم عقّب عليه السلام كلامه بما يوهم اللعن على المغيرة وبنان و هذا يدل على أنّ انطباع أوساط العامة بل الزيدية- حيث إنّ السائل بترى- حول موقف أئمة أهل البيت عليهم السلام أنهم كانوا يتبرؤون من غاصبي الخلافة، و ذلك بسبب إفشاء المغيرة


[1] . هكذا في شرح ابن أبي الحديد لكن الصحيح النوّاء.

[2] . شرح نهج البلاغة 16/ 220.

اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 290
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست