responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 276

وفي أصل زيد النرسي قال:

لمّا لبّى أبو الخطاب بالكوفة وادّعى في أبي عبد اللَّه عليه السلام ما ادّعاه دخلت على أبي عبد اللَّه عليه السلام مع عبيد بن زرارة فقلت له: جعلت فداك لقد ادّعى أبو الخطّاب وأصحابه فيك أمراً عظيماً إنّه لبّى بلبّيك جعفر لبّيك معراج، وزعم أصحابه أنّ أبا الخطّاب أسري به إليك فلمّا هبط إلى الأرض من ذلك دُعي إليك ولذلك لبّى بك.

قال: فرأيت أبا عبد اللَّه عليه السلام قد أرسل دمعته من حماليق عينيه وهو يقول:

يا ربّ برئت إليك ممّا ادّعى فيّ الأجدع عبد بني أسد خشع لك شعري وبشري عبدك ابن عبدك خاضع ذليل

. ثم أطرق ساعة في الأرض كأنّه يناجي شيئاً ثمّ رفع رأسه وهو يقول:

أجل أجل عبد خاضع خاشع ذليل لربّه صاغر راغم من ربّه خائف وَجِل لي و اللَّه ربّ أعبده لا أشرك به شيئاً. ما له- خزاه اللَّه وأرعبه ولا أمن روعته يوم القيامة- ما كانت تلبية الأنبياء هكذا ولا تلبية الرسل، إنّما لبّت بلبّيك اللهم لبّيك لبّيك لا شريك لك

ثمّ قمنا من عنده، فقال:

يا زيد إنّما قلت لك هذا لاستقر في قبري يا زيد استر ذلك عن الأعداء [1].

وهذان الحديثان يبينان شطط أبي الخطاب في بعض سلوكياته وبعض تأوّلاته ممّا يوجب زيغ عامّة الناس ويوهم لديهم الألوهيّة في أئمّة أهل البيت عليهم السلام، وإن لم تكن التلبية في نفسها منحصرة في رسوم العبوديّة والتأليه، إذ قد ورد في بعض شعارات المسلمين في غزوهم على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم لبيك داعي اللَّه كما ورد ذلك في بعض الزيارات لسيد الشهداء عليه السلام كما هو الحال في السجود مع وقوعه من الملائكة لآدم بأمر من اللَّه وسجود يعقوب وبنيه ليوسف.

إلّا أنّ الأوساط المسلمة آنذاك لم يكن يتعقّلها على وجه صحيح مما أدّى إلى توهّم الألوهية والربوبيّة في الأئمّة عليهم السلام، وكان السبب لذلك إذاعة أسرار المعارف من قبل هذه الجماعة.


[1] . الأصول الستة عشر/ أصل زيد النرسي/ 192/ ح 161، مستدرك الوسائل 9/ 197.

اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 276
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست