responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 274

إنكار المنكر والتفريط في هداية العباد إلى الحق وإرشادهم إلى الصراط المستقيم، كما وقع في هذا الخطأ أصحاب شعار الوحدة والتقريب في الأمّة الإسلامية كالبتريّة حيث إنّهم أسقطوا التبرّي والبراءة من المنحرفين من صحابة الرسول صلى الله عليه و آله و سلم وما جرى بعد وفاته من منهج السقيفة تحت ذريعة الحفاظ على الوحدة الإسلاميّة والتقريب بين طوائفها- كما سيأتي الحديث عنهم مفصّلًا- مع أنّ الحفاظ على الوحدة والتقريب بين أبناء الأمّة لا يستدعي إسقاط فريضة إنكار المنكر ولا إسقاط فريضة هداية العباد إلى الصراط المستقيم وإرشاد الناس إلى الحق وإلى سبيل النجاة في الآخرة ولا إلى إسقاط حرمة إضلال العباد إلى طريق الهاوية.

بل الصحيح ما قام به النبي هارون من الحفاظ على كل من الفريضتين بشكل متوازن ومتعادل بدون إفراط ولا تفريط. فمن ثمّ أنكر على بني إسرائيل انحرافهم في عبادة العجل، لكنّه لم يصعّد هذا الإنكار والإدانة إلى درجة الاشتباك المسلّح وهدر دماء الطرف الآخر. و ذلك لأجل عدم التفريط بفريضة الوحدة التعايشيّة السلميّة بين أمّة بني إسرائيل فقام بكلّ من الفريضتين بشكل متوازن ليس فيه إفراط ولا تفريط، و هذا بخلاف تطرّف المغيريّة والخطّابيّة في الإنكار على المخالفين لمنهاج أهل البيت عليهم السلام إلى درجة المواجهة المسلّحة وهدر الدماء الذي قام به المغيرة بن سعيد وأبو الخطّاب، وبخلاف التفريط الذي قام به البتريّة من الاعتقاد بالولاء والتولّي لأهل البيت مع إسقاط التبرّي والبراءة من أعدائهم حتى بدرجة اللسان والقلب والفكر والتفكّر تحت ذريعة الحفاظ على الوحدة.

كما أن موقف النبي موسى كان بإدانة أصل الانحراف الكبير وهو عبادة العجل بغضّ النظر عن الأطراف في ذلك الحدث وصحّة نسبة الانحراف إليهم نفياً وإثباتاً.

وهذه الملحمة للنبي موسى وهارون وبني إسرائيل ممن عبد العجل أشبه للملحمة موقف الأئمة عليهم السلام من أطراف الواقع الساحة الإسلامية المختلفة.

اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 274
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست