responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 271

10- البراءة واللعن التقديريان

أنّ الأئمة عليهم السلام قد يبرؤون من شخص ويلعنونه على نحو تقديري تعليقي لا تحقيقي بالفعل، فيظنّ السامع أنّه من السنخ الثاني مع إرادتهم الأوّل، أي أنّ البراءة منهم عليهم السلام والطرد على تقدير صحّة نسبة المقالة الفاسدة لذلك الشخص وإرادته ذلك المعنى المنحرف فإنّه يستحقّ اللعن والطرد عن الانتساب إليهم؛ لا أنّهم عليهم السلام يقرّرون السائل فيما ينسبه إلى ذلك الشخص الذي لعن في الظاهر وتبرّأ منه كما يتوهّم السائل.

والحكمة في اتّخاذ هذا الأسلوب هو أهمّية إبطال المقالة الفاسدة المنطبعة في ذهن السائل على أهمّية تبرئة ساحة الشخص المنسوب إليه تلك المقالة؛ هذا من جانب.

ومن جانب آخر أنهم عليهم السلام لو تصدّوا لتبرئة ساحة ذلك الشخص لربّما زاد ذلك في تعشعش وتغلغل فساد المقالة المنطبعة لدى السائل عن ذلك الشخص، فيتجذّر الزيغ أكثر ويتعمّق هذا الانحراف، و هذا أصل وباب مهم في معرفة مواقف الأئمة عليهم السلام تجاه مضامين المعارف التي تنسب إليهم بين موقف النفي والإثبات.

ونظير هذا الإنكار قوله تعالى: «وَ إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَ أُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ» [1].

فإنّ الباري تعالى في المحشر بدل أن يتصدّى إلى تبرئة النبي عيسى عمّا


[1] . المائدة/ 116.

اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 271
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست