responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 256

عبداللَّه بن سبأ في الأصل كاذبة أيضاً، وسيأتي توضيح التقية مجاراة في نهاية المطاف. ونحن لا ننكر صدور الذم والتبرّي منهم عليهم السلام تجاه عبد اللَّه بن سبأ بسبب انحرافه وشططه، إلّاأنّ الكلام هو في تعيين جهة انحرافه في الحقيقة لا بسبب ما اشتهر عند جمهور العامة.

قال في البدء والتاريخ: «أما السبائية فإنّهم يقال لهم الطيارة ... ومن الطيارة قوم يزعمون أن روح القدس كانت في النبي كما كانت في عيسى ثم انتقلت إلى علي ثم إلى الحسين ثم كذلك في الأئمة، وعامة هؤلاء يقولون بالتناسخ والرجعة ومنهم من يزعم أنّ الأئمة أنوار من نور اللَّه تعالى وأبعاض من أبعاضه وهذا مذهب الحلاجية» [1].

و هذا النصّ التاريخي يبيّن بوضوح أكبر ويشهد على ما ادّعيناه من أن جملة طعون العامّة وحكمهم بالكفر والزندقة على هذه الجماعات ناشئ من تقاصر العامّة عن فهم أوليّات معارف القرآن وعقائد أهل البيت عليهم السلام، ككون الإمامة علماً لدنياً وارتباطاً غيبيّاً وهو يغاير النبوّة، وأنّ مريم تتنزّل عليها الملائكة وجبرائيل وإن لم تكن نبية ولكنها حجة مصطفاة صدّيقة، فضلًا عن أسرار وغوامض معارف أهل البيت عليهم السلام فروح القدس الذي يصرّح القرآن بأنّه أيّد اللَّه به نبيّه عيسى [2] ونزّله اللَّه على سيّد أنبيائه [3] يتوهّمون منه أنه انتقال روح في أشخاص متعدّدين فهو نمط من التناسخ عندهم.

كما أنّ مفهوم عقيدة الرجعة يظنون منها أنّها تعني عدم الموت والبقاء حيّاً إلى وقت الرجعة، كما أنّ القول بإسناد بعض الأفعال لأئمة أهل البيت عليهم السلام التي أسندها القرآن إلى بعض الأنبياء يتوهّمون منها أنّها تأليه لأئمة أهل البيت عليهم السلام.


[1] . البدء والتاريخ 5/ 130.

[2] . البقرة/ 253.

[3] . النمل/ 102.

اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 256
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست