responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 153

وإن كان الإخبار مطابقاً للواقع.

ومن لطائف الآية أنّه تعالى يعتبرهم كاذبين عند اللَّه وليس عند الناس، أي بالمقايسة والموازنة مع أحقّ الحقائق والواقعيات. و هذا دليل وبرهان على أنّ الكذب بهذا المعنى ليس معنى مجازياً غير الحقيقي، بل إنّ كذبهم هذا لأجل أداء الشهادة في حين عدم توفّر بقية الشهود كذب في مقياس اللَّه الذي هو أحقّ الحقائق وليس فوقه حقيقة.

ونظير ذلك ما ورد في آية قذف المحصنات حيث قال تعالى: «وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ ... أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ.» [1]

فإنّه تعالى علّل كونه من الفاسقين لعدم إتيانهم بأربعة شهداء لا إخبارهم بما يخالف الواقع فلو كان الرامي رأى بعينه وسمع بأذنيه فلو أخبر بذلك من دون زيادة ونقصان فهو فاسق ويجب جلده ولا تقبل شهادته أبداً، لأنّه ليس له أن يخبر بذلك ما لم يتوفر لديه أربعة شهداء.

ونستخلص من الآيتين أنّ المخبر إذا لم يكن مرخَّصاً في الإخبار فإخباره يكون كذباً وهو كاذب عند اللَّه، حتّى لو كان ما أخبر به عين متن الواقع.

وعلى ضوء ذلك يمكن أن يقال إنّ من أخبر بحديث سمعه من الإمام عليه السلام يكون كاذباً فيما إذا كان هذا الإخبار مخالفاً للموازين المقرّرة عندهم عليهم السلام، ولذلك ورد في من أذاع أسرار أهل البيت عليهم السلام أنّه كذب عليهم لأجل أنّ في هذا الإخبار مفسدة من حيث عدم تحمّل السامعين ممّا يسبّب الوقوع في المخاطر الاعتقادية لدى السامع، أو يسبّب تحريض الطغاة على إمحاء معالم أهل البيت عليهم السلام فيكون المذيع بذلك هو المسبّب لهذه المخاطر فهو كمن قاتلهم عمداً لا سهواً.


[1] . النور: 4.

اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست