responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 152

* أقسام الكذب التي ارتكبها الغلاة

ظهر ممّا ذكرنا في موارد استعمال الكذب في اللغة أنّه ليس كلّ كذب بمعنى الإخبار بخلاف الواقع، بل قد يكون الخبر مطابقاً للواقع ومع ذلك يكون المخبر كاذباً في إخباره. ولا يستغرب ذلك.

فقد ورد هذا الاستعمال في القرآن المجيد حيث وصف من أخبر بما لا ينبغي الإخبار به- لعدم توفّر شرائط الإخبار وظروفه المناسبة- كاذباً، و ذلك لما يسبّب هذا الإخبار الوقوع في المهالك الموهلة. فقد اشتهر أنّه لا يسوغ الإخبار بكلّ صدق أي أنّ بعض الإخبارات الصادقة من حيث مطابقتها للواقع ليس المصلحة في إبرازها بل فيه مفسدة فهو كذب من جهة أخرى.

فمن ذلك قوله تعالى في الإفك: «لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَداءِ فَأُولئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكاذِبُونَ» [1].

فإنّه علّل في الآية كونهم من الكاذبين عند اللَّه عدم إتيانهم بالشهداء لا كون كلامهم خلاف الواقع. فإنّ من يشهد بأمر رآه بأمّ عينه كيف يكون كاذباً لأجل عدم إتيانه بالشهداء غيره، فالمعنى أنّه ما لم يتوفّر لديه أربعة شهداء فالإخبار بما رآه مخالف لموازين الستر والعفاف؛ فهو كاذب أي أنّه أخبر بما لا ينبغي الإخبار به


[1] . النور: 13.

اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 152
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست