responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 119

حرجة وضيّقة للوصول إلى ذلك المقام يوماً مّا، نظير بعض رؤساء الصوفية والدراويش.

فقد روى الطبرسي في الاحتجاج عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام أنّه قال: قال علي بن الحسين عليه السلام:

إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وتماوت في منطقه وتخاضع في حركاته فرويداً لا يغرّنكم ما أكثر من يعجزه تناول الدنيا وركوب الحرام منها لضعف نيته ومهانته وجبن قلبه فنصب الدين فخّاً له فهو لا يزال يحيل الناس بظاهره فإن تمكّن من الحرام اقتحمه.

وإذا رأيتموه (وجدتموه- خ) يعفّ عن المال الحرام فرويداً لا يغرّنكم فإنّ شهوات الخلق مختلفة فما أكثر من ينبو عن المال الحرام وإن كثر ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة، فيأتي منها (بها- خ) محرّماً.

فإذا وجدتموه يعفّ عن ذلك فرويداً لا يغرّنكم حتّى تنظروا ما عقده عقله فما أكثر من ترك ذلك أجمع ثمّ لا يرجع إلى عقل متين فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله.

فإذا وجدتم عقله متيناً فرويداً لا يغرّنكم حتّى تنظروا أمع هواه يكون على عقله؟ أو يكون مع عقله على هواه؟ وكيف محبّته للرياسات الباطلة وزهده فيها؟ فإن في الناس من خسر الدنيا والآخرة بترك الدنيا للدنيا ويرى أنّ لذّة الرياسة الباطلة أفضل من لذة الأموال والنعم المباحة المحلّلة فيترك ذلك أجمع طلباً للرياسة حتى «إِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ» فهو يخبط خبط عشواء يقوده أول باطله إلى أبعد غايات الخسارة ويمدّ ربّه بعد طلبه لمال يقدر عليه في حياته (طغيانه- خ) فهو يحلّ ما حرّم اللَّه ويحرّم ما أحلّ اللَّه. لا يبالي ما فات من دينه إذا سلمت له رئاسته التي قد شقي (يتقى- خ) من أجلها «فأولئك الذين غضب الله عليهم و لعنهم و أعد لهم عذابا مهينا» [1].

فهذه الجماعة من الناس الذين ليس لهم همّ إلّاالوصول إلى تلك الرئاسات


[1] . بحار الأنوار 2/ 84، والاحتجاج 2/ 159 مطبعة أسوة.

اسم الکتاب : الغلو و الفرق الباطنية، رواة المعارف بين الغلاة و المقصرة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست