responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سند الأصول، بحوث في أصول القانون و مباني الأدلة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 87

للحكم والإذعان ليس قوّة العقل النظري، وإنما قوّة أخرى ومن هنا يحلّ الإنحراف فإنّ ذلك أحد أسبابه.

وبعد الإلتفات إلى أنّ الإيمان باللّه هو الحكم والإذعان تتّضح فلسفة وجود الحكم الشرعي الفقهي في المسائل الإعتقادية الأصلية ودوره بلحاظ أثره من الترغيب والترهيب، فإنه يؤثّر في كبح جموح النفس المحلّ والقابل [قوّة العقل العملي] كي تقبل فعل القوّة العاقلة للإذعان فيها.

ومن ثمّ يتبلور أنّ الحكم الشرعي الفقهي لا يغني عن الإدراك النظري في العقيدة، وليس بدلًا له في فعل الإذعان وإيجاده في النفس؛ إذ لا يتحقّق الإذعان ويستحيل بدون الإدراك، وتفصيل الكلام متروك إلى بحث الإمامة.

فإذا حلّ فعل النفس وهو الإذعان وحلّ في مرتبة من مراتب النفس، سيحصل الشوق إلى الفعل والذي هو أيضاً فعل مطاوعي يحلّ في قوّة من قوى النفس الحيوانية، وتوجده قوّة العقل العملي بواسطة الإذعان.

*

من هذا العرض تبلورت مجموعة أمور:

1. القوّة العملية قوّة عمّالة لا درّاكة، أي أنه يحلّ فيها فعل النفس وهو الحكم هو سنخ آخر غير الإدراك وتكون فاعلة بواسطة فعلها للشوق والنفرة [البعث والزجر التكويني].

2. إنّ المدركات [التي قسّمها الإصفهاني إلى قسمين] تدخل جميعاً في القوّة النظرية، فهي مدركات القوّة النظرية.

3. مع مطاوعة القوّة العملية يكون فعلها الحال فيها معلول القوّة النظرية بواسطة مدركاتها، وإلّا فقدت هذه الميزة.

4. دور الحكم الشرعي هو تطويع القوّة العملية لقبول فعل القوّة النظرية ومنه اتّضحت العلاقة بينه وبين الإدراك.

5. السرّ في تسمية القوّة العملية بقوّة العقل العملي؛ لأنه قوّة

اسم الکتاب : سند الأصول، بحوث في أصول القانون و مباني الأدلة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست