«ما رأيت إلّا جميلًا»، يعني رشحة من نور القرآن من قبيل قوله تعالى: وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ [1] فكلامها نفي ولكن على تقدير «ما رأيت»، فأين الصوفية، وأين العرفاء من كلام السيدة زينب (عليها السلام)، ففي حادثة عظيمة بكت لها ملائكة السماء والأرض «مصيبة ما أعظمها وأعظم رزيتها في الإسلام وفي جميع السماوات والأرض» [2]، وفي كل هذا تقول السيدة زينب (عليها السلام) «ما رأيت إلّا جميلًا»، بلْ لم تقل ما قاله سيد الشهداء (عليه السلام) «صبراً على قضائك يا رب، لا إله سواك يا غياث المستغيثين، ما لي رب سواك ولا معبود غيرك، صبراً على حلمك ...» [3].

فهي (عليها السلام) لم تعتمد مثل هذهِ الروئى والأجوبة رغم كونها حقّة ولاشبهة فيها، بلْ اعتمدت معادلة علمية من الأسس فوق هذهِ المعادلات «ما رأيت إلّا جميلًا».

زينب (عليها السلام) والملائكة:

ولم تكتف السيدة زينب بهذهِ الكلمة بلْ قالت بعد ذلك:

[1] سورة الانفال: الآية 17.

[2] زيارة عاشوراء.

[3] أسرار الشهادة: ج 68: 3.