responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرجعة بين الظهور و المعاد المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 136

مؤدّاه أنها دار امتحان واختيار، لا سيّما أنّ الرواية في قوله تعالى: قُمْ فَأَنْذِرْ [1]، وهي كرّة الرسول (ص) وإنذاره، فقد روى في مختصر البصائر بسنده عن جابر عن أبي جعفر (ع)

«في قول الله عَزَّ وَجَلَ

يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنْذِرْ [2]

يعني بذلك محمداً (ص) وقيامه في الرجعة، ينذر فيها» [3]،

ومقتضى تقرر الإنذار في الرجعة ثبوت التكليف فيها، بل مفاد الرواية أن عمدة نذارة الرسول (ص) الوارادة في الآية إنما هي في الرجعة.

فالنذارة الكبرى والتكليف الأشد إنما هما في الرجعة، وكأن ما تقدم من النذارة وبعثة الرسول (ص) إنما هي تمهيد وإعداد للنذارة والدعوة الأصلية في الرجعة، فالتكليف يشتد في الرجعة، نظير ما ورد أن البالغ كلما كبر سنه اشتدت محاسبته، فعن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (ع):

«إن العبد لفي فسحة من أمره ما بينه وبين أربعين سنة، فإذا بلغ أربعين سنة أوحى الله عَزَّ وَجَلَّ إلى ملكيه قد عمرت عبدي هذا عمرا فغلظا وشددا وتحفظا واكتبا عليه قليل عمله وكثيره وصغيره وكبيره» [4].

والخلاصة: أن التكليف في الرجعة أشد منه في الحياة الأولى من الدنيا، وذلك لاكتساب الإنسان علماً بأحوال لم يكن مطلعاً عليها من قبل، كمروره بالموت والبرزخ ثم إحيائه مرة أُخرى وخروجه من القبر، فمن ثمَ


[1] سورة المدثر: الآية 2.

[2] سورة المدثر: الآية 1- 2.

[3] مختصر بصار الدرجات: باب الكرات: ح 88/ 34. ص 144.

[4] وسائل الشيعة: باب 97 أبواب جهاد النفس ح 1.

اسم الکتاب : الرجعة بين الظهور و المعاد المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست