responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحياة السياسية للإمامين العسكريين« عليهما السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 51

هذا الكاتب الفرنسي يقول إنَّ السِّر في بقاء الشيعة وتنامي عددهم وقدرتهم هو خفاء المهدي (عج) الذي يديرهم ويدبرهم حيث يقول:

هذهِ الفكرة عصيّة على الفهم، فالأمر ليسَ «صعوداً إلى السماء»، كما في الدين المسيحي، بلْ غيبة شاءها الله كي يسمح لمحمد المهدي بأنْ يقود الناس بطريقة خفية. وفكرة غيبة الإمام هذهِ لها لدى الشيعة تأثير مهم على محتوى هذا الإيمان ونتائجه؛ لأنّها تفسير طابعه النهيوي، فالشعية ينتظرون نهاية العالم وعودة الإمام، باعتبار أنَّ هذهِ العودة هي، بشكل أو بآخر، نهاية التاريخ وانتصار الله في مصائر البشر.

إضافة إلى موضوع غيبة الإمام وانتظار ظهوره يتميَّز الشيعة بالأهمية التي يعلقونها على شرح النصوص وتأويلها [1].

فلاحظ كلامه فهو لم يقل يزعمون أو يدعون، ولم يتعامل مع القضية المهدوية كفرضية بلْ يتعامل معها كحقيقة راهنة، مع أنَّه مسيحي ومنظِّر استراتيجي لم يتعاطَ مع وجود الإمام المهدي (عج) وحياته كزعم وفرضية لم يقم عليها برهان، كما في كتبنا التي ندلِّل عليها ببرهان، ولم يتعامل معها كأسطورة خيالية، وإنَّما يتعامل معها كإرسال المسلمات؛ وبوعي بأنَّ الغيبة مشروع حضاري جبّار مهيمن على قوى النظم البشرية؛ ويقرأ قضية الإمام المهدي (عج) بعقلية أمنية بشرية، ولذلك نراه يتعاطى معها كحقيقة راهنة دامغة، وهذا بخلاف- وللأسف- ذهنية عدة من المذاهب الإسلامية التي


[1] الشيعة في العالم، ص 39- 40.

اسم الکتاب : الحياة السياسية للإمامين العسكريين« عليهما السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست