responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحياة السياسية للإمامين العسكريين« عليهما السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 44

وقد كانت الدولة العباسية في زمن الصادق (ع) جعلت الوالي أو المحافظ على المدينة المنورة داود بن علي بن عبدالله بن العباس وهو من أهم أعمدة الدولة العباسية وهو عمّ السفّاح العباسي، وضمَّ إليه مكّة واليمن واليمامة، ولما دخل المدينة هدّد الناس، وقال في خطبته:

«أيُّها الناس أغركم الإمهال حتّى حسبتموه الإهمال، هيهات منكم وكيف بكم، والسوط كفى والسيف مشهراً» [1].

وهذهِ رسالة واضحة إلى الشخصية التي يتخوّفون منها بني العباس وكان هذا الوالي العقل المدبِّر للدولة العباسية وأحد مؤسسيها، ولا أحد يضاهيه في الدهاء والإرهاب، فجعلوه محافظاً ولم يجعلوه وزيراً في العاصمة العباسية بلْ جعلوه محافظاً وفي المدينة المنورة لأسباب أمنية خوفاً من أي قطب مناوئ للدولة العباسية، وهل كان للدولة العباسية مناوئ لهم غير الإمام جعفر بن مُحمَّد الصادق (ع).

ورغم شيطنته وأخطبوطيته، ورغم دهائه وإرهابه لم يستطع أنْ يعاوق ويعرقل ويعطل قدرة الصادق (ع) عن تأسيس هذهِ الجامعة العالمية الكبرى، بلْ كان صلوات الله عليه يصرِّح بتعاليم مناهضة بعدم نصرة الظالم، من قبيل قوله (ع):

«العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء ثلاثتهم» [2].

وإن كان ذلك بإسلوب الحرب الباردة.


[1] الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ج 139: 1.

[2] الكافي ج 333: 2.

اسم الکتاب : الحياة السياسية للإمامين العسكريين« عليهما السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست