responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحياة السياسية للإمامين العسكريين« عليهما السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 43

الطريق، فناداني السقّاء صح على البغل، فرفست الخشبة التي كانت معي، فضربتُ البغلَ، فانشقت، فنظرت إلى كسرها فإذا فيها كُتبٌ، فبادرت سريعاً فرددت الخشبةَ إلى كُمّي، فجعل السقّاء يناديني ويشتمني، ويشتم صاحبي، فلما دنوت من الدار راجعاً أستقبلني عيسى الخادم عند الباب، فقال: يقول لك مولاي: «لم ضربت البغلَ، وكسرت رجلَ الباب». فقلتُ له: يا سيدي! لم أعلم ما في رجل الباب، فقال:

«ولم احتجت أنْ تعمل عملًا تحتاج أنْ تعتذر منه، إياك بعدها أنْ تعودَ إلى مثلها، وإذا سمعت لنا شاتماً فامض لسبيلك التي أُمرتَ بها، وإياك أنْ تجاوب من يشتمنا، أو تعرِفه من أنت، فإننا ببلد سوء، ومصر سوء، وامضِ في طريقك، فإنَّ أخبارك وأحوالك ترد إلينا، فاعلم ذلك» [1].

فترى آليات الاتصال والتواصل بينه (ع) وبين وكلائه ومن ثم مع أتباعه مستمرة رغم شدة الرقابة فلم يكن (ع) ساكناً مستكيناً عن قيادته وإداراته للأمور عبر طرق أمنية مشفّرة ومعقدة وعجيبة.

قوة تدبير الإمام الصادق (ع) الأمنية:

ولو نلاحظ دور الإمام الصادق (ع) كيف أسس أكبر جامعة أو حوزة علمية في العالم الإسلامي وقد كانت تحاربه أكبر دولة عظمى أنذاك، وقد كانوا يشاغبون ويعرقلون ويعاوقون أمنياً في أزقة المدينة في يوميات وساعات حياة الصادق (ع)، ومع كل هذا لم يستطيعوا أنْ يفشِّلوا هذا المشروع الذي هو أحد مشاريع الإمام الصادق (ع).


[1] المناقب لابن شهرشوب ج 427: 4.

اسم الکتاب : الحياة السياسية للإمامين العسكريين« عليهما السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست