responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحياة السياسية للإمامين العسكريين« عليهما السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 31

يخرج عليه وكان خوفه من أبي الحسن أنْ يأمر أحداً من أهل بيته أنْ يخرج على الخليفة. وهذا نظير المناورات العسكرية الحالية التي تجريها الدول لأجل وغرض الردع الأمني من هجوم دول أخرى.

فقال له أبو الحسن (ع) وهل أعرض عليك عسكري؟.

قال: نعم، فدعا الله سبحانه فإذا بين السماء والأرض والمشرق والمغرب ملائكة الله مدججون فغشي على الخليفة، فلما أفاق قال أبو الحسن: نحن لا ننافسكم في الدنيا، نحن مشتغلون بأمر الآخرة فلا عليك شيء مما تظن [1].

ولو نُدقِّق في تحليل هذهِ القضية أكثر، حيث أنَّ الدولة العباسية جعلت هذهِ القاعدة العسكرية العظمى عاصمة لها، الآن في زماننا هذا متى يجعل رئيس الجمهورية أو الملك أو رئيس الوزراء عاصمته قاعدة عسكرية لا عاصمة مدنية؛ إذ الحالة الطبيعية أنَّ عاصمة الدولة تكون عاصمة مدنية لاعسكرية، وإنما تكون العاصمة عسكرية حينما يرى ويتخوف الحاكم من تقوِّض كيانه، بحيث لا يستطيع أنْ يسيطر على التغيير الآتي ولا يوجد هناك أي استقرار أمني، ولا تنفع كل قدراته العسكرية والاستخباراتية والأمنية، والخلفاء العباسيون في عهد العسكريين (عليهما السلام) تخندقوا في قاعدة عسكرية في سامراء وجعلوها عاصمة لدولتهم بدلًا من بغداد، وهذا دليل عل مدى تطاول نفوذ وقدرة إمامة العسكريين (عليهما السلام) وأنهما أصحاب القدرة في دين الله لا بآليات عسكرية ولا بآليات تنظيمية، بلْ بآليات نظم إلهي.


[1] بحار الأنوار 158: 50.

اسم الکتاب : الحياة السياسية للإمامين العسكريين« عليهما السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست