الأمر الأول: ارتباط القواعد المبحوثة في الأنظمة الثلاثة بمنهج أمومة ولاية أهل البيت عليهم السلام على المحكمات

هناك سؤالٌ ما فتأنا نطرحه على أنفسنا في كُلّ قاعدة من القواعد التي بحثناها في النظام الأوَّل: النظام الاستعمالي اللفظي، ما هي علاقة قواعد هذا النظام الأوَّل بالقواعد التي ستأتي في النظامين اللاحقين- إنْ شاء الله تعالى- أي نظام المعاني، ونظام الحقائق في منهج أمومة الولاية على المحكمات فضلًا عن المتشابهات؟

الجواب: لعلَّ من أبرز خصائص منهج أمومة الولاية والمحكمات التي تميزه عن باقي المناهج التفسيرية الأُخرى هو:- أنَّ القاعدة التفسيرية الواحدة أو الأصل التفسيري الواحد له القدرة على بيان وجه ارتباط القاعدة الواحدة بأكثر من نظام، فقدْ تكون القاعدة لها معنى وقالب على مستوى النظام الاستعمالي اللفظي، ومعنى آخر في نظام عالَم المعاني، وثالث في نظام الحقائق.

وعليه فيكون للقاعدة الواحدة طبقة صاعدة أُخرى غير تلك النازلة هي طبقة النظام الاستعمالي اللفظي للقرآن، وتلك الطبقة الصاعِدة هي طبقة تركيب منظومة المعاني، ونفس هذهِ القاعدة لها بُعد ثالث في نظام حقائق القرآن.

ثُمَّ إنَّ كُلّ قاعدة اعتمدنا عليها في قواعد التفسير للقرآن الكريم-