لربَّما يتبادر من ظاهر الآية ولأوَّل وهلة إنَّ الله تعالى يريد بهؤلاء المؤمنين الذين استضعفوا في الأرض بأنَّه تعالى قدَّر لهم أنْ يُستضعفوا إلّا انه ليسَ الأمر كذلك فإنَّ المراد من هذهِ الصورة للقضاء والقدر التي صورها لنا القرآن ليست هي المراد الجدي وإنَّما المراد الجدي شيء آخر.
هل المقصود من تقرير هذا الاستضعاف هو زرع حالة الانهزام والضعف في قلوب المؤمنين وأنْ يُديروا الظهر وينهزموا عند المواجهة أم شيء آخر؟
كلا ليسَ ذلك مُراداً، فإنَّ المراد الجدي شيء آخر غير هذا كُلِّهُ ألا وهو وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ.
إذنْ يجب علينا أنْ لا ننساق ولا ننتبه إلى صور الأشياء ونضعف أمامها ونسلم بها كلا، فإنَّ القرآن يؤكِّد دائماً على العاقبة؛ لأنَّ الحقيقة والنطق بالعاقبة وليسَ في الظاهر والصورة.
ولذا عندما خاطب الشقي عبيدالله بن زياد العقيلة زينب (ع) كيف رأيت صنع الله بأخيك؟ فلو أراد الإنسان غير المتأمَّل أمام صورة القدر