responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول إستنباط العقائد في نظرية الإعتبار المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 22

لأنّ بعض مواده موجبة جزئيّة تكون أوّليّات فيمكن أن يبرهن لها؛ إذ الأوّليّات قسم من اليقينيّات.

وعبّر هناك بأنّه يمكن إقامة البرهان عليها وإن كانت هي في نفسها ليست مدلّلة بالبرهان. وله عبارة أخرى في إلهيّات الشّفاء في فصل يفسّر فيه كيفيّة استجابة الدّعاء في أواخر الكتاب أو كيفيّة التأثير والتأثّر في الحالات الشرعيّة الموجودة لدى الناس، وقال: «إنّ بعض المتفلسفة يسفّه عمل الناس وهو باطل؛ لأنّ أكثر ما في أيدي الناس من قضايا الحسن والقبح هي قضايا حقّة يمكن إقامة البرهان عليها». وهذا تعبير مناقض لتعريف الحسن والقبح والمشهورات بأنّها التي ليس لها واقع غير صرف تطابق العقلاء.

والخواجة حيث اهتمّ بكلمات ابن سينا وشرح كتبه وكتب الرازي، كان على إلتفاتٍ مّا في الجملة، حيث قال: «يمكن إقامة البرهان» وإن كان هو في بعض عباراته الأخرى يطلق القول بأنّهما من المشهورات ولا واقع وراء تطابق آراء العقلاء.

والشيء إذا لم يكن له واقع وراء آراء العقلاء، فكيف يمكن إقامة البرهان عليه ولو على نحو الموجبة الجزئية؟ فبين العبائر نوع تدافع وتهافت. وأن التعريف الصحيح للمشهورات هي التي يتطابق عليها العقلاء من دون القيد المزبور، كما ذكر ذلك الفارابي في المنطقيّات.

ومنذ عهد ابن سينا إلى زمن ملّا صدرا ظلّت الكلمات متذبذبة على التفصيل تارة بين نمط من المشهورات لا واقع لها ونمط يمكن إقامة البرهان عليها. وتارة أخرى على إطلاق القول بعدم إمكان إقامة البرهان عليها، تبعاً لتذبذب كلمات ابن سينا.

اسم الکتاب : أصول إستنباط العقائد في نظرية الإعتبار المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست