responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقامات النبي و النبوة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 62

ولماذا لا تكون حجج الله كلمات، فهم بوجودهم كلمات وهذا ليس قولًا اعتباريا أو عاطفياً، بل هو إستحقاق حقيقي لقابلية نفس معنى الكلمات، واستحقاق ذاتي بعنوان معنى الكلمة، وكيف لا يستحقون معنى الكلمة والحال أنهم في الدلالة على معاني الشؤون الإلهية نصبها ونصابها وإيصالها إلى خلقه أتم في الدلالة وفي الإبلاغ إلى الخلق من الأصوات، نفس وجود النبي هو يبين قدرة الله عَزَّ وَجَلَّ ومعاجزه: وَ رَسُولًا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَ أُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ أُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللَّهِ [1]، كل هذه المعاني تحسها البشر، ولا يزال البشر يعيها ويدركها ويؤمن بها ويصدقها، وهي أبلغ من دلالة الأصوات على المعنى، أو من دلالة الأصوات على صفات الله تعالى وعلى شؤونه الله الربوبية العظيمة.

رمزية الخفاء:

إن أولياء الله وحججه هم من جملة المظاهر التكوينية، يقرأون رسائل خاصة من الله عَزَّ وَجَلَّ لا يفطن إليها ولا يعيها غيرهم، وربما يشتد خفائها حتى على جبرائيل نفسه، كما في الرؤيا التي رآها النبي (ص) أن القردة تصعد منبره وتنزل فساءه ذلك وغمه غماً شديداً ولم يعلم بها جبرئيل حتى أنزل الله تعالى: وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي


[1] سورة آل عمران: الآية 49.

اسم الکتاب : مقامات النبي و النبوة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست