responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقامات النبي و النبوة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 59

إنَّ المجسمة لشبهتهم وشذوذهم يذهبون إلى أن الوجه معناه هو ذلك العضو ذو التقاسيم الخاصة، والحال أن معناه هو الشيء الذي يتجه به فإن الجهة والوجه ومتجه واتجاه، كل هذه الاشتقاقات مأخوذة من مادة واحدة، فإن القبلة التي يتوجه بها إلى الله تسمى قبلة، وتارة تسمى وجه الله بحسب آيات سورة البقرة، وتارة أخرى تسمى الكعبة والمسجد الحرام كما عبرت بذلك في الآية الشريفة، فباعتبار أن الكعبة تستقبل تسمى قبلة، وباعتبار أن الكعبة والقبلة هي التي يتجه بها إلى الله عَزَّ وَجَلَّ تسمى وجه.

قال تعالى: فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها [1]، فالقرآن هنا يطلق على الكعبة أو على بيت المقدس أنه قبلة التي يتجه بها إلى الله عَزَّ وَجَلَّ، وتارة أخرى تسمى وجه الله.

إذن الوجه ليس هو ذلك العضو الخاص، وإنما سمي هذا العضو بالوجه باعتبار أن الروح في عوالم أرفع من البدن وإذا أردت أن توجد تماس أو توجد ارتباط مع الإنسان فَلابُدَّ أن يكون الاتجاه إليه باتجاه الوجه، وبالتالي سوف تحدث معنى الاتصال والارتباط مع ذلك الإنسان، فإطلاق الوجه على هذا العضو الخاص أيضاً منشأه ووجهه باعتباره هو الجهة، والاتجاه الخاص الذي يمكن أن يواجه به الإنسان، وهو معنى عام ووسيع للوجه أو الجهة وليس معناه هو ذلك العضو الخاص أو شكله الخاص ولو لم تكن الروح متعلقة بهذا البدن، كما هو الحال الآن في أهل البرزخ يوجد


[1] سورة البقرة: الآية 144.

اسم الکتاب : مقامات النبي و النبوة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست