responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقامات النبي و النبوة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 39

ممدودا من عند الله وطرف منه عنده عَزَّ وَجَلَّ والطرف الآخر عند الناس فكيف يمكن تصويره بأنه مجرد أصوات يعيها الوعاء الحافظ النبوي ويتنزل بها ويؤديها إلى البشر، فلا ريب أن هذه النظرية قاصرة عن تصوير حقيقة الوحي بالقرآن الكريم وعن حقيقة تأدية الوحي الرباني إلى سائر البشر.

النظرية الثانية: وهي نظرية العرفاء أو الصوفية من أن الوعاء النبوي يتكامل ويتحد بحقائق ما يوحى إليه ثم ينتج عن ذلك التكامل تأدية النبي (ص) أو الأنبياء (عليهم السلام) بما تكاملوا به ووصل إليهم إلى بقية البشر.

وهذه النظرية وإن كان فيها إلى حدٍ ما تصوير معرفة الأنبياء (عليهم السلام) ومعرفة سيد الرسل (ص) بعمق ما يوحى إليه وأحاطته بذلك ومن ثم تتلافى بعض السلبيات في النظرية السابقة، ولكن تقع في سلبيات حاولت النظرية الأولى تفاديها.

الفرق بين النظريتين:

إن النظرية الثانية لم تستطع أن تصور لنا كيف يمكن مراعاة بقاء الوحي وما يوحى سالما عن التغيير والتبديل وهو مايعبر عنه بالصدق والأمانة وأن ما يؤديه الأنبياء (عليهم السلام) هو عين ما قد يتلقوه، مضافاً إلى ذلك أنها لا تصويرفيها لكيفية إستيعاب اللاتناهي واللانفاد والأستمرار في الاتصال بالغيب وبحقائق موصوفة بأنها لا متناهية ولا تحد بحد.

ومن هنا فإن إيجابيات النظرية الأولى هي سلبية في المقابل من النظرية الثانية فهم أي أصحاب النظرية الثانية لا يقررون أن ما يتنزل به الأنبياء (عليهم السلام)

اسم الکتاب : مقامات النبي و النبوة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست