responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقامات النبي و النبوة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 366

وغيرهم هو مشاهدة تلك العوالم وبالطبع إنَّ المعصوم لما أوتي من علم لدني وطهارة وصفاء فائق يشاهد مثل تلك العوالم في مراتب أكثر وتستحضرني رواية رواها الشيخ الصدوق بسنده عن أبي عبدالله بكر الأرجاني قال: صحبت أبا عبدالله (ع) في طريق مكّة من المدينة فنزل منزلًا يقال له عسفان، ثم مررنا بجبل أسود، على يسار الطريق وحش، فقلت: يا ابن رسول الله ما أوحش هذا الجبل؟ ما رأيت في الطريق جبلًا مثله؟ فقالك «يا ابن بكر أتدري أي جبلًا هذا؟ هذا جبل يقال له: الكمد وهو على واد من أودية جهنم فيه قتلة أبي الحسين (ع) استودعهم الله، يجري من تحته مياه جهنم من الغسلين والصديد والحميم الآن وما يخرج من جهنم وما يخرج من طينة خبال وما يخرج من لظى وما يخرج من الحطمة وما يخرج من سقر وما يخرج من الجحيم وما يخرج من الهاوية وما يخرج من السعير، وما مررت بهذا الجبل في مسيري فوقفت إلّا رأيتهما يستغيثان ويتضرعان وإني لأنظر إلى قتلة أبي فأقول لهما: إنَّ هؤلاء إنَّما فعلوا لما اسسستما، لم ترحمونا إذْ وليتم وقتلتمونا وحرمتمونا ووثبتم على حقنا، واستبدتم بالأمر دوننا، فلا يرحم الله من يرحمكما ذوقا وبا لما صنعتما وما الله بظلّام للعبيد» [1]. فقالوا له وهل يمكنك العيش مع سماع ومشاهدة كل ذلك، فقال: «إنَّ لنا قلوب غير قلوبكم ومسامع غير مسامعكم».

ولو كانوا هم بما أوتوا من الله قابليتهم محدودة كما هي الحال في أرواحنا، لما استطاعوا أنْ ينبؤا عن آثار الأعمال وعن طريق الشريعة وعن


[1] ثواب الأعمال: 258- 259 ..

اسم الکتاب : مقامات النبي و النبوة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 366
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست