responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقامات النبي و النبوة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 169

ومن أحد مصادر البديهيات لكن درجات البديهيات تختلف.

وبعبارة أخرى يمتحن الله عباده في قدرة تمييز عقل الإنسان في درجات حجية البديهيات: وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ [1]، فألقى إنعكاس أضواء شبه النبي عيسى وليس هذا سحراً ولكنه حقيقة حسية لا تكشف عن الحقيقة تماما كما هي المعجزة، فإن المعجزة حيث قد أخبرهم عيسى (ع) بدلائل وببينات وبراهين أنه باقي إلى دولة آخر الزمان في خلافة آخر الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، وقد أخبرهم بنزوله آخر الزمان فلديهم وعندهم علم بنزول عيسى (ع)، والنبي عيسى (ع) بنفسه معجزة وما أدلى به من كلام الوحي هو فوق الحس، لكنهم حكَموا الحس على الوحي، وهذا إمتحان وفتنة ومع أن الحس حجة لكنه حجة دون حجية الوحي، ونفس مراتب البديهيات كما هو مبين في العلوم العقلية هي مراتب للحجج، مثلا الأوليات أبده من الحسيات فمن يتبع الحسيات ويترك الأوليات سوف يضل، وهذه هي الصعوبة والوعورة والشدة، فإن الحجة لها مراتب فإذا أتبعت الحجة الدنيا وتركت الحجة العليا فهو الضلال، لأن مساحة الحجية الدنيا حجيتها محدودة فإذا خرجت عن مساحتها إلى مساحة حجية أخرى ولم تتبع الحجية العليا فالمآل إنقطاع الضياء والمصباح والوقوع في الضلال، وهذه الحقيقة في نظام الحجج يشير إليها ما في قول الْنَّبِيّ (ص): لو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهما إلّا إتباعي ولو اتبعا ما يوحى إليهما وتركا ما يوحى إلي لهويا أو لضلال.


[1] سورة النساء: الآية 157.

اسم الکتاب : مقامات النبي و النبوة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست