وهناك فرق بين عالم الخلق وعالم الأمر، فعالم الخلق تدريجي حسب الآيات المتقدمة، في حين عالم الأمر ليس كذلك بل: كُنْ فَيَكُونُ، يعني عالم الإبداع والملكوت، وهذا الروح الأمري هو نمط ثان من الوحي، وهو تصرف خلق تكويني يوجده الله عَزَّ وَجَلَّ في نبيه ومن ثم يورث هذا التكوين الراقي والعالي إلى عباد مصطفين بعد سيد الأنبياء: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ[4].
وكما مر بنا أن حقيقة الكتاب أو القرآن الكريم ليس وجوداً ورقياً أي المصحف الشريف الذي هو نزول القرآن، أنما حقيقته غيبية وملكوتية: فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ[5]، يعني محفوظ، فأي قرآن هذا؟!. فهذا المقام من القرآن الكريم ليس هو المصحف الشريف الذي هو