إلى
تغير الرأي أو لم يفضِ . كما أني حافظت في كتابتي للتقرير التوضيح وسلاسة
العبارة وترتيب الدرس ، بحيث لا يشعر المراجع بالملل ، فكانت عباراته التي
اخترتها خالية من التعقيد ومن الاحتياج الى الشرح والتوضيح ، والهدف من ذلك
هو استفادة الأكثر من طلاب بحوث الخارج حتى حديثي الحضور ، كما حافظت على
ذكر الأمثلة التي ذكرها السيد الاستاذ رحمه اللّه ، حيث إن الشرح بالمثال
أفضل أنواع الشرح ، وإن كان درس السيد الاستاذ إلى ما بعد زمان الشيخوخة
وما عاناه من نظام البعث وما أملت عليه الظروف آنذاك من مواصلة الدرس قد
يكون له نحو تأثير ، إلاّ أني لم ألحظ ذلك ، وكان يقول : إن الساعة التي
استريح فيها وأنسى كل ما أعانيه من مشاكل الحياة والظروف التي نحن فيها هي
ساعة الدرس . وهو كما قاله (رحمه اللّه ) فنكون في ساعة الدرس في راحة
واستقرار وتفاعل وانشراح وحماس ، وما أن ينتهي الدرس ونضع أرجلنا خارج مكان
الدرس ، وإذا بشرار خلق اللّه ومجرمي بريته ، المغول البرابرة ، والقتلة
الفجرة ، والنطف القذرة ، المملوءة بطونهم من الحرام ، والحاقدة قلوبهم على
الانام ، من جلاوزة النظام البعثي أمامنا ، وكأنهم وحوش كاسرة تنتظر فريسة
تمزقها وتلغ في دمائها ، وهذا هو حال دروسنا كلها التي كنّا نتلقاها ، أو
ندّرسها في زواية من زوايا مسجد بعيد عن الأنظار ، أو زاوية من زوايا مدرسة
جامعة النجف الدينية ، التي لم يبق فيها على كبرها إلاّ ثلاثة طلاب ،
أحدهم يسكن في الجامعة والآخران خارج الجامعة .