كعلى وجوب أدائه،و معه لا مجال لقاعدة الاشتغال.
فالصحيح كما ذكرنا من ان الأصل هو البراءة عن وجوب الاستحلال و الاستغفار له لعدم ثبوت حق للمغتاب-بالفتح-.
الجهة الثانية:فيما تقتضيه الأخبار الواردة في المقام،و ظاهر المصنف رضى
اللّه عنه استفاضة الروايات في وجوب الاستحلال من المغتاب و لم
نتحققها،فإنّ جملة منها واردة في مطلق الظلم و لم يقل أحد بوجوب الاستحلال
في مطلق الظلم[1]،فلا بد من حملها على حكم أدبي أخلاقي.
و منها ما ورد فيمن اغتاب مسلما لم يقبل اللّه تعالى صلاته و صيامه[2]،و
من السخت أبو يعقوب البصري المعدود في رجال الشيخ الطوسي من رجال العسكري
عليه السّلام يروى عنه محمد بن سنان،فإنّ العلاّمة و ابن داود عدوه في
القسم الثاني المعدود للضعفاء، و لكن الوحيد البهبهاني مال إلى صلاحه،و نقل
المامقاني بترجمته في 3/335 رواية تدل على وثاقته و على هذا فأبو جعفر
عليه السّلام هو الإمام الجواد عليه السّلام.
و مثله ما في الوسائل 2/481 في التوبة عن الباقر عليه السّلام«أكثروا من
الاستغفار فانه ممحاة للذنوب»،و عن أمير المؤمنين عليه السّلام«عجبت ممّن
يقنط و معه الممحاة.قيل:و ما الممحاة؟ قال:الاستغفار».
[1]في
مستدرك الوسائل 2/343 باب 78 عن دعائم الإسلام من حديث الصادق عليه
السّلام«و من نال من رجل شيئا من عرض أو مال وجب عليه الاستحلال من ذلك». [2]في جامع الأخبار/81 ط هند،قال صلّى
اللّه عليه و اله:«من اغتاب مسلما أو مسلمة لم يقبل اللّه صلاته و لا صيامه
أربعين يوما و ليلة إلاّ أن يغفر له صاحبه.و الحديث مرسل و لم يذكره ابن
حجر في الزواجر و لا ابن كثير في التفسير عند قوله تعالى: { و لا يغْتبْ بعْضُكُمْ } و
لا الغزالي في الاحياء مع انهم ذكروا ممّا ورد في الزجر عن الغيبة،و هذا
الحديث رواه في مستدرك الوسائل 2/106 باب 132 عن جامع الأخبار.