ك تنبيه:النسبة بين السب و الغيبة عموم من وجه
ذكر المصنف(أعلا اللّه مقامه)أنّ النسبة بين السب و الغيبة عموم من
وجه؛لأنّه اعتبر في السب الإيذاء و الاهانة و لم يؤخذ فيه الغيبة و لا
الحضور،و اعتبر في الغيبة عدم الحضور سواء قصد بها الاهانة و الايذاء أم
لا؟ففي مورد التصادق أعني ذكر المرء في غيابه بما يسوءه و يؤذيه بقصد
الاهانة تتأكد الحرمة و يتعدد العقاب.
و ذكر بعض الأساتيد رحمه اللّه أنّ النسبة بينهما التباين،فإنّ السب عبارة
عن إنشاء ما يكون سببا للاهانة و الإيذاء و الغيبة إخبار عن عيوب الغير و
نقائصه.
و لا يتم ما ذكراه،أمّا الأول فيرد عليه:إنّ الغيبة عبارة عن كشف أمر ستره
اللّه تعالى على ما يظهر من الأخبار فلا يعتبر فيها الحضور و لا عدمه،نعم
الغالب في مصاديقها غيبة المغتاب و لذا عنونت بالغيبة.
و أما الثاني فيرد عليه:أنّ السب كما يكون بالانشاء قد يتحقق بالأخبار بل
السب في موارد الانشاء إنّما هو بلحاظ اشتماله على الأخبار و لو التزاما
كما في قوله أيها الحمار،و هكذا الغيبة قد تتحقق بالانشاء كما إذا قال أيها
الزاني و قصد كشف أمر مستور.
فالحق أنّ النسبة بينهما عموم من وجه،لا لما ذكره المصنف رحمه اللّه بل لما عرفت من أنّ معنى الغيبة كشف ما ستره اللّه[1]سواء كان بقصد الاهانة أو لم يكن،و السب هو
[1]يشهد
لما ذكرناه في تعريف الغيبة ما رواه الكليني في الكافي على مرآة العقول
2/349، باب الغيبة الحديث 7 عن عبد الرحمن بن سيابة قال:سمعت أبا عبد اللّه
يقول:«الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره اللّه عليه».