ك«سمعت
أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:«المنجم ملعون و الساحر ملعون و المغنية
ملعونة، و من آواها و أكل كسبها ملعون»،و قال عليه السّلام:«المنجم
كالكاهن،و الكاهن كالساحر، و الساحر كافر،و الكافر في النار».
و يدل على حرمة التنجيم ما عن علي بن الحسين عليه السّلام:«نهى النبي صلّى
اللّه عليه و اله عن خصال-إلى أن قال-:و عن النظر في النجوم»[1].
[1]الخصال 1/143،باب خمسة ملعونون.
و ورد النهي عن النجوم من طريق أهل السنة،ففي مسند أحمد 1/78 عن علي عليه
السّلام من حديث قال فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله:«لا تجالسوا
أصحاب النجوم»،و ص 227 و ص 311 عن ابن عباس عنه صلّى اللّه عليه و اله:«ما
اقتبس رجل علما من النجوم إلاّ اقتبس بها شعبة من السحر ما زاد زاد».
و في الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي/201 عن النبي صلّى اللّه عليه و
اله:«من صدق كاهنا أو عرافا أو منجما فقد كفر بما أنزل على محمد صلّى اللّه
عليه و اله».
قال:و لأجله أفتى بعض المالكية بقتل المنجم من غير استتابة؛لأنّه كافر إذا
قضى بالتنجيم مع دعوى العلم بوقت نزول الأمطار و حدوث الفتن و ما في
الأرحام.و قال بعضهم: يقتل بعد الاستتابة و عدم التوبة.و قال بعضهم:يزجر و
يؤدب.و قال بعضهم:إن كان المنجم يعتقد أن النجوم فاعلة قتل من غير استتابة
إن كان مستسرا بذلك و شهدت البينة عليه أو أقر على نفسه،و إن كان معلنا
يحاج عليه فهو كالمرتد يقتل بعد الاستتابة و عدم التوبة،و إن كان يعتقد
بأنها دالة على الحوادث و الفاعل هو اللّه تعالى فيزجر و يؤدب حتى
يتوب،فإنّ هذا الاعتقاد بدعة و تسقط شهادته.
و لكن السيد ابن طاووس في كتابه فرج المهموم في علم النجوم-طبع النجف-ذكر
روايات عن أهل البيت عليهم السّلام في صحة تعلم علم النجوم،و إن جماعة من
علماء الشيعة و السنة لهم علم به،و خص جواز تعلمه باعتقاد أنّها علامات و
دلالات،و أنّ الموجد للحوادث هو رب الأرباب مالك الدنيا و الآخرة،فإنّه
الفاعل المختار،يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد،و أما إسناد التأثير لها على
أنّها فاعلة مختارة فضلال و حرام قطعا.غ