اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 97
بالكتاب، وأنّ هذا الروح الذي هو علم الكتاب نور يُؤيّد ويسدّد الباري تعالى به من يشاء من عباده.
و هذا التأييد لسلسلة من يريدهم ويصطفيهم تعالى من عباده قد أشار إليه قوله تعالى أيضاً: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا[1]، فعِلْم الكتاب بتوسّط التأييد بهذا الروح، ورّثه تعالى بنحو التعاقب إلى سلسلة من اصطفاهم من عباده.
وقد أشارت جملة من الروايات إلى ذلك كما في صحيحة أبي بصير، قال:
«سألت أبا عبد اللَّه عليه السلام عن قول اللَّه تعالى: وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ.
قال:
خَلْقٌ من خلق اللَّه عزّ وجلّ أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يُخبره ويسدّده، وهو مع الأئمّة من بعده» [2].
وكذلك في صحيحة أبي بصير الاخرى، قال: «سألت أبا عبد اللَّه عليه السلام عن قول اللَّه عزّ وجلّ: وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي.
فقال:
خَلْقٌ أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله،
ويُشار في جملة من الآيات إلى ذلك المقام الغيبيّ للقرآن والكتاب، والذي حقيقته ذلك الروح، كما في قوله تعالى: وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى[4].