responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 87

من التأدية التكوينيّة، و ذلك بأن ينتقل الروح المسدِّد لهم من الإمام السابق إلى الإمام اللاحق.

ونظير هذا الاستعمال كما في صحيحة أبي عليّ بن راشد، قال: «قلت لأبي الحسن الثاني عليه السلام: إنّا نؤتى بالشيء فيقال: هذا كان لأبي جعفر عليه السلام عندنا، فكيف نصنع؟

فقال عليه السلام:

ما كان لأبي عليه السلام بسبب الإمامة فهو لي، وما كان غير ذلك فهو ميراث، على كتاب اللَّه وسنّة نبيّه» [1].

فإنّ اللّام هاهنا قد استعملت في الأعم ممّا كان من اختصاص اعتباريّ شخصيّ، أو معنويّ حقوقيّ، غاية الأمر أنّ الإمام عليه السلام قد فرّق بين ما كان معنويّاً حقوقيّاً، فهو الوارث له خاصّة، وبين ما كان اعتباره شخصيّاً، فيشاركه فيه بقيّة إخوته.

ومنها: قوله تعالى في شأن إبراهيم عليه السلام: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً فإنّ الجعل لايقتصر في الإمامة على الجعل التشريعي، بل يعمّ كلّاً من التكوينيّ والتشريعيّ، ويشير إلى ذلك أيضاً قوله تعالى: وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ، فإنّ الهداية الأمرية- أي التي من عالم الأمر، وهو الملكوت والوحي- فعل إلهيّ تكوينيّ.

ومنها: قوله تعالى: أَوْفُوا بِالْعُقُودِ فإنّها شاملة للعهود والعقود التي تقع بين البشر، بين بعضهم البعض، وفيما بينهم وبين اللَّه تعالى، مع أنّ التي بينهم وبين اللَّه ليست عهوداً اعتبارية فقط، من قبيل الإقرار بالشهادتين، بل شاملة للعهود التكوينيّة.

كما يشير إلى ميثاق عالم الذرّ والإقرار فيه قوله تعالى: وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ


[1] وسائل الشيعة: 9: 527، الحديث 6.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست