responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 75

وهي في نفس سورة الأحزاب، حيث كانت زينب بنت جحش، وهي ابنة عمّة الرسول صلى الله عليه و آله، وأخوها عبد اللَّه بن جحش قد أبيا نكاحها من زيد بن حارثة، ومن المعلوم أنّ النكاح من الشؤون والأحوال الشخصيّة.

ثمّ بعد ذلك تتعرّض الآية إلى تكريم أزواج النبيّ صلى الله عليه و آله، لشرف عُلقتهم السببيّة به صلى الله عليه و آله، وأنّ هذه العُلقة السببيّة أوجبت نحو تكريم لهم، نعم في الآيات اللاحقة تشترط لهذا الاحترام و هذا التكريم شروطاً وتعلّقه على التقوى، كما يشير إليه قوله تعالى: يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَ [1].

ثمّ تردف الآية بجملة وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُهاجِرِينَ، ومقتضى عموم مفاد أولوية الرحم، أي أنّ الرحم يلي رَحِمَه، فيرثه فيما كان له، فمقتضى عموم هذا المعنى وإردافه لجملة النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ هو وراثة الأقرب رحماً للنبيّ صلى الله عليه و آله، لِما كان للنبيّ صلى الله عليه و آله من مقام الولاية العامّة على المؤمنين، والأقرب له صلى الله عليه و آله هم أصحاب الكساء بحسب الترتيب.

ويعضد وراثة قرباه صلى الله عليه و آله له في الولاية العامّة، نفي ذلك عن سائر المؤمنين والمهاجرين، فلا تكون صحابته من عامّة المؤمنين والمهاجرين خلفاء له صلى الله عليه و آله في سلطته العامّة، وقد بيّنه تعالى بالإخبار عن عنوان و أولوا الأرحام أنّهم أولى ببعض من المؤمنين والمهاجرين، أي أنّ أولي الأرحام مقدّمون على المؤمنين والمهاجرين.

ودعوى أنّ الجار والمجرور في مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُهاجِرِينَ متعلّق بالظرف المستقرّ للأرحام، فتكون العبارة حينئذٍ (و أولوا الأرحام من المؤمنين و المهاجرين بعضهم أولى ببعض) فتكون «من» بيانيّة للأرحام، فيكون المراد من الأرحام


[1] الأحزاب: 32.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست