responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 63

وقد لخّص ابن الجوزي الأقوال التي وردت في تفسير الميراث هذا:

أحدها: يرثني مالي، ويرث من آل يعقوب النبوّة، رواه عكرمة عن ابن عبّاس، وبه قال أبو صالح.

الثاني: يرثني العلم، ويرث من آل يعقوب المُلْك، فأجابه اللَّه إلى وراثة العلم دون الملك، و هذا مرويّ عن ابن عبّاس أيضاً.

الثالث: يرثني نبوّتي وعلمي، ويرث من آل يعقوب النبوّة أيضاً، قاله الحسن.

الرابع: يرثني النبوّة، ويرث من آل يعقوب الأخلاق، قاله عطاء [1].

أقول: قد أجاب الشريف المرتضى عن ذلك بقوله: «أنّه خاف من بني عمّه، لأنّ الموالي هاهنا هم بنو العمّ بلا شبهة، وإنّما خافهم أن يرثوا ماله فينفقوه في الفساد، لأنّه كان يعرف ذلك من خلائقهم وطرائقهم...

وأيضاً فإنّه تعالى خبّر عن نبيّه أنّه اشترط في وارثه أن يكون رضيّاً، ومتى لم يُحمل الميراث في الآية على المال دون العلم والنبوّة، لم يكن للاشتراط معنى...، ولا يليق خوفه منهم إلّابالمال دون العلم والنبوّة، لأنّه عليه السلام كان أعلم باللَّه تعالى من أن يخاف أن يبعث نبيّاً ليس أهلًا للنبوّة، و أن يورّث علمه وحكمه من ليس أهلًا لهما، ولأنّه إنّما بُعث لإذاعة العلم ونشره في الناس، فلا يجوز أن يخاف من الأمر الذي هو الغرض في البعثة....

وليس من الضنّ (البخل) أن يأسى على بني عمّه- وهم من أهل الفساد- أن يظفروا بماله فينفقوه على المعاصي، ويصرفوه في غير وجوهه المحبوبة، بل ذلك غاية الحكمة وحُسن التدبير في الدين، لأنّ الدين يحظر تقوية الفسّاق، وإمدادهم بما يعينهم على طرائقهم المذمومة» [2].


[1] زاد المسير لابن الجوزي: 5: 209.

[2] الشافي للسيّد المرتضى: 4: 63.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست