responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 48

بَعْدَ أنْ شَرَطَتْ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنيا الدَّنِيَّةِ وَزُخْرُفِهَا وَزِبْرِجِهَا، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ، وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفَاءَ بِهِ، فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ،

وَالثَّناءَ الْجَلِيَّ، وَأهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلَائِكَتَكَ، وَكَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَرَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ،

وَجَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ إِلَيْكَ، وَالْوَسِيلَةَ إلى رِضْوَانِكَ»،

حيث بيّن عليه السلام أنّ علمه تعالى السابق بأنّهم سيفون للَّهتعالى بخالص الطاعة، ذلك العلم السابق هو الذي أوجب استخلاصه لهم واختياره إيّاهم ومن ثَمّ حباهم بالقرب ووهب لهم مقوّمات العصمة، من الذكر العليّ، والثناء الجلي، وهبوط الملائكة عليهم، والوحي لهم، وإرفادهم بالعلم، ومن ثَمّ منحهم منصب الهداة إليه والدلائل إلى رضوانه.

2- إنّه بمقتضى النقطة السابقة حيث تبيّن أنّ اصطفاء اللَّه تعالى ومنحه العصمة لأصفيائه ليست على نحو الجبر وإنّما على وفق التزام من قبلهم على الطاعة وخلوص العمل والانقياد لأوامره انقياداً تامّاً يظهر من ذلك أمر آخر، وهو أنّ الصفات الاصطفائيّة والمواهب اللدنيّة هي أيضاً بسبب أفعال اختيارية، إلّاأنّ هذه الأفعال على درجة عالية جداً من الكمال تفوق الكمال الذي يصل إليه الفاعل للخيرات والإحسان، المستحقّ للصفات الكسبيّة، نظير المتّقين، والصدّيقين، وأهل اليقين، والمحسنين، والزاهدين، والعبّاد، والحكماء، والمجاهدين وغيرهم، و ذلك لأنّ الاصطفاء- كما مرّ- يكون تحت دراية تامّة وعلم من اللَّه تعالى بما يكون عليه الصفيّ من أفعال يتميّز ويرتقي بها على الأبرار و الصالحين، وبقيّة الأصناف التي مرّت الإشارة إليها.

ومن ثَمّ اختلف الاصطفاء والعصمة عن سائر المواهب اللدنيّة التي يحبوها اللَّه تعالى لصاحب الصفات الاكتسابية، كالعلم الإيتائيّ والحكمة لمن يصل إلى درجة الإحسان والمحسنين ولكنّها لا تصل إلى مرتبة العصمة والحجّية.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست