responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 46

وممّا يؤكّد هذا المعنى في الاصطفاء ومغايرته للاكتساب، واشتمال الاصطفاء النافيين للجبر والتفويض، ما رواه الشيخ في «التهذيب» عن أبي جعفر الثاني عليه السلام في زيارة سيّدة النساء عليها السلام:

«يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللَّهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَكِ فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً» [1].

فضيلة الصفات الاصطفائيّة على الصفات الكسبيّة

هناك إثارة وتساؤل عن فضيلة الصفات الاصطفائيّة للمعصومين عليهم السلام ككون تقلّبهم في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهّرة، و أنهم من النسل الطاهر، أو كون بدء خلقتهم من النور، وهي أعلى مراتب ذاتهم، وكون طينتهم وأرواحهم من مقام علويّ، وطينة أبدانهم من مقام رفيع، وغيرها من الصفات، كما هو الحال في شأن فاطمة الزهراء عليها السلام.

والإثارة هي: إنّ هذه الصفات حيث لم تكن مكتسبة، فلا فضيلة فيها لأصحابها، لأنّها لم تكن نتيجة لإرادتهم واختيارهم كالصفات الكسبية، فكيف تعدّ فضيلة يحمدون عليها، إذ لا يُحمد الفاعل المختار على ما لم يصدر منه باختياره ولم يكن نتيجة سيرته وعمله، بل هو من الصفات المجبور عليها، وعلى ضوء هذه الإثارة فكيف يفضَّلون ويقدَّمون على غيرهم بهذه الصفات؟ وكيف تكون هذه الصفات منشأً لاختيار اللَّه تعالى لهم واصطفائهم بالنبوّة والرسالة كما هو الحال في سيّد الرسل صلى الله عليه و آله، واصطفائهم بالإمامة كما في الأئمّة الأطهار عليهم السلام، وبالاصطفاء والتطهير كما هو الحال في سيّدة النساء عليها السلام.

ونقول في مقام الإجابة عن ذلك ضمن عدّة نقاط:


[1] التهذيب للشيخ الطوسي: 6: 9 و 10. ورواها الشيخ في مصباح المتهجّد: 717، الحديث 792.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست