ممّا قيل أنّ النِّحلة بمعنى الدَّين، كما يقال: فلان ينتحل كذا، أي يدين به، فإيتاء النساء الصدقات نحلة، أي عملًا بما افترض في الدين.

وقيل: معناه عطيّة من اللَّه تعالى، و ذلك لأنّ اللَّه تعالى أوجب للنساء المهر بإزاء الاستمتاع مع أنّ الاستمتاع مشترك بين الزوجين، فكان عطيّة من اللَّه تعالى للنساء.

مهر فاطمة عليها السلام هو ولايتها نِحلة:

وعلى جميع هذه المعاني للنِّحلة، فقد ورد في الروايات أنّ ما أُعطي من الولاية لفاطمة عليها السلام هو مهر لها.

ففي صحيحة يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال:

«لما زوّج رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عليّاً وفاطمة عليهما السلام دخل عليها وهي تبكي، فقال لها: ما يبكيك

؟ فو اللَّه لو كان في أهلي خير منه لما زوّجتكه، وما أنا زوّجته ولكنّ اللَّه زوّجه، وأصدق عنه الخمس ما دامت السماوات و الأرض» [1].

وفي رواية الحسن بن عليّ بن سليمان، عمّن حدّثه، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، قال:

«إنّ فاطمة قالت لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله: زوّجتني بالمهر الخسيس؟

فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: ما أنا زوّجتكي، ولكنّ اللَّه زوّجك من السماء جعل مهرك خمس الدنيا، ما دامت السماوات و الأرض» [2].

وروى ابن عبّاس: «أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال:

يا عليّ، إنّ اللَّه عزّ وجلّ زوّجك فاطمة و جعل صداقها الأرض، فمن مشى عليها مبغضاً لك، مشى حراماً» [3].

[1] الكافي: 5: 378، الحديث 6 و 7. وسائل الشيعة: 21: 241، الباب 1 من أبواب المهور، الحديث 26993.

[2] الكافي: 5: 378، باب ما تزوّج عليه أمير المؤمنين فاطمة عليها السلام.

[3] ينابيع المودّة للقندوزي: 236، عن ابن مسعود. المناقب للخوارزمي: 229- 264. أرجح المطالب: 253. تنزيه الشريعة المرفوعة للكناني 1: 411. تحفة المحبّين بمناقب الخلفاء الراشدين: 177 (مخطوط).