اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 380
وقد استعمل عنوان (الفرْج) كناية عن مطلق الشهوة الجنسية، وعلى ذلك يكون المراد من الإحصان هو العفاف بدلًا عن استعمال الشهوة الجنسية في تمام أعضاء البدن، سواء العين أو اليد أو الاذن، أو غيرها من الحواسّ، فضلًا عن الفرج كما ورد، فعن الصادقين عليهما السلام قالا:
«ما من أحد إلّاويصيب حظّاً من الزنا، فزنا العين النظر، وزنا الفم القُبلة، وزنا اليدين اللمس» [1]،
وإليه يشير قوله تعالى: يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ[2].
فعن أبي عبد اللَّه الصادق عليه السلام:
«النظرة بعد النظرة تزرع في القلب الشهوة، و كفى بها لصاحبها فتنة» [3].
وعن النبيّ صلى الله عليه و آله:
«العين تزني والقلب يزني، فزنا العين النظر، وزنا القلب التمنّي،
«لكلّ ابن آدم حظّه من الزنا، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والاذنان زناهما الاستماع، واليدان تزنيان فزناهما البطش، والرجلان تزنيان فزناهما المشي، والفم يزني فزناه القبل» [5].
بل الظاهر أنّ معنى إحصان الفرج بمقتضى ما ورد من الآيات الواردة في عفّة الحجاب وهو أن تحصّن المرأة نفسها ولا تظهر زينتها للأجنبيّ، فيلتذّ بالنظر إليها؛ تقع في معرض: ولو برمق العين، أو تلذّذ السماع، كما يشير إليه قوله تعالى:
فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ[6] بل قد يصل الحجاب