responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 369

المحطّة الثالثة: تفرّدها في المواجهة المعلنة لمشروع السقيفة، وتكبّدها بذلك أكبر التضحيات

قولها عليها السلام:

«يابْنَ أَبي طالِبٍ، اشْتَمَلْتَ شِمْلَةَ الْجَنينِ، وَقَعَدْتَ حُجْرَةَ الظَّنينِ...

حَتّى حَبَسَتْني قيلَةُ نَصْرَها، وَالْمُهاجِرَةُ وَصْلَها، وَغَضَّتِ الْجَماعَةُ دُوني طَرْفَها،

فَلَا دافِعَ وَلَا مانِعَ...

ماتَ العُمُد، وَوَهَنَ الْعَضُدُ، شَكْوايَ إِلى أَبي، وَعَدْوايَ إِلى رَبّي».

إنّ الملاحظ من مواقف الزهراء عليها السلام بعد وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في النكير على اجتماع السقيفة، وما نتج منه أنّه موقف رافض بشكل صريح، ويستخدم النكير المكشوف على مسار السقيفة وبلا هوادة وبكلّ قوّة، حتّى أنّ الأمر آل إلى المشادّة والتجاذب بنحو كان مهيّجاً لجماعة السقيفة ومربكاً لهم، كما هو ملحوظ في إقدامها على الخطبة في مسجد النبيّ صلى الله عليه و آله والذي كان يعتبر الساحة الاولى لتدبير الحكومة والخلافة، وموقع الصفوف الاولى لإدارة الدولة الإسلامية، وما ألقته من كلمات وتعبئة مثيرة للأنصار ولعموم المسلمين.

حتّى أنّ ابن أبي الحديد ينقل حالة الوضع بعد خطبتها أنّ الأنصار صاروا في حالة نفسية معبّأة للتحرّك في وجه الخليفة الأوّل، حتّى خشي هو من انفلات الوضع، فأخذ يطعن في شخصية أمير المؤمنين عليه السلام أمام ملأ الأنصار بسفاف بعيد عن الحشمة تماماً، وكلّ ذلك لأجل أن يُخمد فتيل التعبئة ضدّه، كما أنّ مَشاهد مواجهتها لمداهمات جماعة السقيفة لبيت عليّ عليه السلام الذي كان يمثّل مركز التدبير السياسي في نظام المسلمين، وعاصمة الدولة الإسلامية فهذه المواجهة منها بقوّة وجرأة وبنحو مباشر ومعلَن سبّب لها تحمّل كثير من التضحيات، انفردت هي بها عليها السلام، إلى درجة لم يكن أمير المؤمنين عليه السلام تسمح له الظروف القيام بها، بسبب اشتباك الأحوال من تعقيدات واختلاط في الأوراق يصعب بل يمتنع

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 369
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست