responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 31

وأمّا امتناع صدور القبيح منه، فيكون بسبب العلم بحقيقة الفعل، وجهات قبحه، وما يترتّب عليه من آثار سيّئة، أخرويّة ودنيويّة.

كما أنّ أصل إعطاء ومنح هذه الصفة لشخصٍ لم يكن جزافاً، واعتباطاً، بل هو تابع لنظام الاصطفاء والاختيار الإلهيّ، بحسب علم اللَّه الغابر السابق على الخلق، واطّلاعه على قابليات النفوس ومعادنها وطواعيّتها، وانقيادها له تعالى، فعلمه بما سيكون اقتضى اختياره واصطفاءه تعالى للمؤهّلين لهذه المقامات من البشر، فعلمه السابق بما سيكون عليه حالهم من التفوّق في الوفاء والطاعة، والتسليم له، والانقياد، والطواعيّة على جميع الخلق، هو الذي اقتضى ذلك الإعطاء والمنح.

فصفة العصمة ومقامها وإن كانت هبة وتفضّل منه تعالى، إلّاأنّ منحها على طبق ما سيكون عليه اختيار العبد من الطاعة.

كما أنّ العصمة ليست تفويضيّة تُكتسب في دار الدنيا بالجدّ والجهد، وسبر المقامات المعنوية العالية بالسير والسلوك والرياضات، بأن تُستحصل بعد ما لم تكن في أوّل العمر، بل كما قال تعالى: وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللَّهِ وَ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ [1] أي أنّ الاصطفاء فعل إلهيّ لا جهد بشريّ، فليس شأنها شأن الفضائل والملكات المكتسَبة، كالتقوى والعدالة والشجاعة، والمروءة... الخ.

وليس الاصطفاء شيء يتعلّق بمجرد علمه تعالى بالصفوة من خلقه، ذات الصفات والفضائل والمكارم الكمالية، كما أنّ الاختيار ليس مجرّد الرغبة في الذي اختير للعصمة، بل هو معنى يتعلّق بشخص ينتخب ويمنح مقاماً ومن ثمّ يتعلّق به مادّة الاصطفاء فيكون قد اختاره ثمّ اصطفاه، واختاره لذلك الموقع أو الشيء،


[1] القصص: 68.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست