responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 301

وقد حرّرنا في مواضع عديدة دلالة آية المودّة على الولاية لا المحبّة الدانية كما قد يُتوهّم، كيف وقد جُعلت أجراً للدين والرسالة بأجمعها، أي عدلًا للدين بما له من توحيد ونبوّة ومعاد، فلا يمكن أن يكون ذلك حكماً فرعياً في تفاصيل الشريعة، بل أصلًا اعتقادياً يُقرن بالاصول الاعتقاديّة المأخوذة في دين الإسلام، والذي قد عرفت أنّه دين موحّد بُعث به جميع الأنبياء والرسل، غير ما افترقت فيه فيما بينهم من الشرائع، كما في قوله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ [1] وقوله تعالى: لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهاجاً [2].

وهذه الآية الشريفة تبيّن أنّ ولاية ومحبّة ذوي قُربى النبيّ وهم: فاطمة وعليّ والحسنين وذرّيتهم المطهّرين عليهم السلام قد أخذت على جميع الأنبياء والرسل بعد ولاية اللَّه وولاية الرسول، لأنّ هذه الفريضة العظيمة- المودّة- من الدين لا من الشريعة.

وبذلك يتبيّن ولاية فاطمة عليها السلام على جميع الامم ومنهم سائر الأنبياء والرسل الذين بعثوا بدين الإسلام، بل محبّة فاطمة وولايتها أخذت على جميع الملائكة وسائر الخلق، لأنّ دين الإسلام لا يختصّ بالجنّ والإنس بل يعمّ جميع الملائكة وجميع المخلوقات الاخرى، كما يشير إليه قوله تعالى: وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ [3].

وبنفس هذا التقريب يُستدلّ بحديث الكساء الذي تكرّر في عدّة مشاهد للنبيّ صلى الله عليه و آله عند المباهلة، وعند نزول آية التطهير، وفي بيت امّ سلمة، وعند الخروج


[1] آل عمران: 19.

[2] المائدة: 48.

[3] آل عمران: 83.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 301
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست