أو التعبير الوارد ب «سيّدة نساء أهل الجنة» [1]، أو «سيّدة نساء العالمين» [2]، لفاطمة الزهراء عليها السلام، وهكذا التعبير الوارد ب «سيّدي شباب أهل الجنة» في الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام [3] فإنّ المراد من السيادة والسؤدد، هو تعبير آخر عن الحجّة العمليّة، و ذلك لأنّ السيادة والسؤدد عبارة عن تدبير السيّد وطاعة المسود عليه، حيث إنّ السيّد لغةً هو من ترأّس قومه وسادهم.

وهكذا التعبير بالمعيّة في الحديث المتواتر في قول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله:

«عليّ مع الحقّ، والحقّ مع عليّ» [4]

فإنّ المعيّة مع الحقّ تقتضي العصمة، وحقّانيّة كلّ أقواله وأفعاله وسيرته.

ونظيره التعبير:

«إنّ اللَّه ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها» [5]

فإنّ مقتضاه أنّ أقوالها وأفعالها وسيرتها كلّها مبيِّنة لمواطن رضا اللَّه تعالى ومواطن سخط اللَّه تعالى وغضبه، لأنّها إذا رضيت قولًا فإنّ رضاها يكشف عن رضا اللَّه تعالى، وإن سخطت قولًا فسخطها يكشف عن سخط اللَّه، وكذلك في الأفعال والسيرة،

[1] مسند أحمد: 3: 80 و 5: 291. صحيح البخاري: 4: 183، 209، 219. سنن الترمذي: 5: 326، الحديث 3870.

[2] مسند أبي داود الطيالسي: 197. المصنّف لابن أبي شيبة: 7: 527. السنن الكبرى للنسائي: 4: 252 و 5: 147. المستدرك على الصحيحين: 3: 156. مجمع الزوائد: 7: 76.

[3] الأمالي للصدوق: 524. الإرشاد للمفيد: 1: 37. أمالي الطوسي: 546، وغيرها كثير منكتب علمائنا.

وكذلك روتها كتب أهل السنّة، كما في مسند أحمد: 3: 3. سنن الترمذي: 5: 321. المستدرك للحاكم: 3: 167، سنن النسائي: 5: 50، وغيرهم كثير.

[4] تاريخ بغداد: 14: 321. المستدرك على الصحيحين: 3: 124. الهيثمي في الزوائد: 7: 235، وغيرهم. و هذا غير ما رواه علماؤنا في عشرات المصادر.

[5] المستدرك على الصحيحين: 3: 154. ميزان الاعتدال: 1: 535. كنز العمّال: 12: 111.