responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 267

ورسوله صلى الله عليه و آله، كما مرّ ذلك في الآية السابعة من سورة الحشر، وعُلّل ذلك ببسط العدل بين الناس، بعد أن ذكر تعالى أنّ الطبقات المحرومة مصرف للثروات، ففي ذيل الآية: ... وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ أي أنّ العدالة بين أهل الأرض لا ينهض بإقامتها إلّاذوي القُربى، لتوفّر الكفاءة والمؤهّلات فيهم، سواء من جهة المؤهّلات العلميّة من الكفاءة، أو من جهة المؤهلات العمليّة من الأمانة والاستقامة.

وهذه في الحقيقة إحدى الملاحم التي تنبّأ بها القرآن منذ أربعة عشر قرناً، ويشير إليها بعينها قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى [1]، حيث ربط اللَّه تعالى بين العدل وإيتاء ذي القربى.

والتعبير هنا بإيتاء ذي القربى فعلًا ومتعلّقاً هو الذي مرّ في سورتي الإسراء والروم [2]، حيث أُريد بهما قُربى الرسول صلى الله عليه و آله، لاسيّما بعد بيان القرآن أنّ أعظم من أُمر بوصله كفريضة عُظمى على كافّة المسلمين هم قُربى الرسول صلى الله عليه و آله، وذلك في قوله تعالى: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى [3].

وكذا يشير إلى ولايتهم قوله تعالى: وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى [4].

ومن المعلوم أنّ الخمس ضريبة مالية عامّة خطيرة.

ولا يخفى الإيعاز والإشارة الواضحة في الترتيب المذكور (للَّه، وللرسول، ولذي القربى)، وفي الخمس (للَّه، وللرسول، ولذي القربى)، أي أنّ هذا الاقتران مع


[1] النحل: 90.

[2] أي قوله تعالى: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) و (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ).

[3] الشورى: 23.

[4] الأنفال: 41.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 267
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست